×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء الثالث

 مُّقِيمٍ ٧٦ [الحجر: 73- 76] أي بطريقٍ ثابتٍ لا يزول عن حاله. وقال: ﴿وَإِن كَانَ أَصۡحَٰبُ ٱلۡأَيۡكَةِ لَظَٰلِمِينَ ٧ فَٱنتَقَمۡنَا مِنۡهُمۡ وَإِنَّهُمَا لَبِإِمَامٖ مُّبِينٖ ٧ [الحجر: 78، 79] أي دار هاتين الأمتين بطريقٍ واضحٍ يمر به السالكون، وقال تعالى: ﴿وَسَكَنتُمۡ فِي مَسَٰكِنِ ٱلَّذِينَ ظَلَمُوٓاْ أَنفُسَهُمۡ وَتَبَيَّنَ لَكُمۡ كَيۡفَ فَعَلۡنَا بِهِمْۡ [إبراهيم: 45] وقال عن قوم عادٍ: ﴿فَأَصۡبَحُواْ لَا يُرَىٰٓ إِلَّا مَسَٰكِنُهُمۡۚ [الأحقاف: 25] وقال تعالى: ﴿أَوَ لَمۡ يَهۡدِ لَهُمۡ كَمۡ أَهۡلَكۡنَا مِن قَبۡلِهِم مِّنَ ٱلۡقُرُونِ يَمۡشُونَ فِي مَسَٰكِنِهِمۡۚ [السجدة: 26]. ثم بيَّن رحمه الله الدليل على صدق الرسل فقال: فأي دلالةٍ أعظم من رجلٍ يخرج وحده لا عدة له ولا عدد ولا مال فيدعو الأمة العظيمة إلى توحيد الله والإيمان به وطاعته ويحذرهم من بأسه ونقمته، فتتفق كلمتهم أو كلمة أكثرهم على تكذيبه ومعاداته، فيذكرهم أنواع العقوبات الخارجة عن قدرة البشر فيغرق المكذبين كلهم تارة، ويخسف بغيرهم الأرض تارةً، ويهلك آخرين بالريح وآخرين بالصيحة، وآخرين بالمسخ، وآخرين بالصواعق، وآخرين بأنواع العقوبات، وينجو داعيها ومن معه، والهالكون أضعاف أضعافهم عددًا وقوةً ومنعةً وأموالاً.

فهلا امتنعوا إن كانوا على الحق وهم أكثر عددًا وأقوى شوكةً؟ ولكن أهل الباطل مهما بلغوا من القوة المادية والأعداد البشرية فلن تغني عنهم قوتهم وكثرتهم شيئًا. كما قال تعالى: ﴿وَلَن تُغۡنِيَ عَنكُمۡ فِئَتُكُمۡ شَيۡ‍ٔٗا وَلَوۡ كَثُرَتۡ وَأَنَّ ٱللَّهَ مَعَ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ [الأنفال: 19] وقال: ﴿وَكَمۡ أَهۡلَكۡنَا قَبۡلَهُم مِّن قَرۡنٍ هُمۡ أَحۡسَنُ أَثَٰثٗا وَرِءۡيٗا [مريم: 74] أي أحسن مالاً ومنظرًا من هؤلاء الذين كذبوا محمدًا، وقال تعالى: ﴿وَكَمۡ أَهۡلَكۡنَا قَبۡلَهُم مِّن قَرۡنٍ هُمۡ أَشَدُّ مِنۡهُم بَطۡشٗا فَنَقَّبُواْ فِي ٱلۡبِلَٰدِ هَلۡ مِن مَّحِيصٍ [ق: 36] أي مخلص من العذاب.


الشرح