﴿وَمِنۡ ءَايَٰتِهِۦ خَلۡقُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ وَٱخۡتِلَٰفُ
أَلۡسِنَتِكُمۡ وَأَلۡوَٰنِكُمۡۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَأٓيَٰتٖ لِّلۡعَٰلِمِينَ﴾ [الروم: 22]. وجُعِلوا مختلفين في الطول والقصر
والدمامة والحسن والأخلاق والمواهب والفطنة والذكاء. متفاوتين في الأعمال
والأرزاق، وقد لفت الله الأنظار إلى خلق هذا الإنسان، في كثيرٍ من آيات القرآن،
مثل قوله تعالى: ﴿وَلَقَدۡ
خَلَقۡنَا ٱلۡإِنسَٰنَ مِن سُلَٰلَةٖ مِّن طِينٖ ١٢ ثُمَّ جَعَلۡنَٰهُ نُطۡفَةٗ فِي قَرَارٖ مَّكِينٖ ١٣ ثُمَّ خَلَقۡنَا ٱلنُّطۡفَةَ عَلَقَةٗ فَخَلَقۡنَا ٱلۡعَلَقَةَ مُضۡغَةٗ فَخَلَقۡنَا ٱلۡمُضۡغَةَ عِظَٰمٗا فَكَسَوۡنَا ٱلۡعِظَٰمَ لَحۡمٗا ثُمَّ أَنشَأۡنَٰهُ خَلۡقًا ءَاخَرَۚ فَتَبَارَكَ ٱللَّهُ أَحۡسَنُ
ٱلۡخَٰلِقِينَ ١﴾ [المؤمنون: 12- 14] وقد عجز الطب الحديث بآلاته الدقيقة وأجهزته
المتطورة عن الإحاطة بدقائق خِلقة هذا الإنسان، فسبحان الخلاَّق العليم، وتبارك
الله أحسن الخالقين، وخُلِق هذا الإنسان حيًّا متحركًا له قصدٌ وله إرادةٌ وله
نفسٌ توجهه إما إلى الخير وإما إلى الشر، وكل عضوٍ من أعضائه له فعلٌ خاص، إذا
تعطل نقصت حركة الإنسان وفعله بحسبه. وأعظم الأعضاء تأثيرًا على الجسد في الصلاح
والفساد هو القلب، كما قال صلى الله عليه وسلم: «أَلاَ وَإِنَّ فِي الْجَسَدِ مُضْغَةً
إِذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الْجَسَدُ كُلُّهُ، وَإِذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الْجَسَدُ
كُلُّهُ، أَلاَ وَهِيَ الْقَلْبُ» ([1]).
والقلب إنما يتأثر بالنفس، فإذا كانت النفس طيبة زكية أثرت في القلب صلاحًا واتجاهًا نحو الخير، وإن كانت نفسًا خبيثةً أثرت في القلب فسادًا واتجاهًا نحو الشر. ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول في خطبته: «وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَسَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا» ([2]) وكان يقول: «اللَّهُمَّ
([1]) أخرجه: البخاري رقم (52)، ومسلم رقم (1599).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد