وقال النبي صلى الله
عليه وسلم: «أَثْقَلُ الصَّلاَةِ عَلَى الْمُنَافِقِينَ صَلاَةُ الْعِشَاءِ
وَصَلاَةُ الْفَجْرِ» ([1]) وهذا معناه أن
الصلاة كلها ثقيلةٌ عليهم ولكن أثقلها هاتان الصلاتان. وقال عبد الله بن مسعود رضي
الله عنه: ولقد رَأيتُنا وما يتخلف عنها إلا منافقٌ معلوم النفاق.
والصفة الثالثة: ذكرها في قوله
تعالى: ﴿وَأَنفَقُواْ
مِمَّا رَزَقۡنَٰهُمۡ سِرّٗا وَعَلَانِيَةٗ﴾ [الرعد: 22] أي
أنفقوا من الأموال التي تفضلنا بها عليهم في وجوه الخير: الصدقة الواجبة والمستحبة
إنفاقًا خفيًّا لا يطلع عليه إلا الله وإنفاقًا ظاهرًا حسب المصلحة، من إطعام
الجائع وإعطاء السائل. وفي طليعة ذلك الزكاة التي هي الركن الثالث من أركان
الإسلام وقرينة الصلاة، وخصَّ هاتين الخصلتين: (إقامة الصلاة، والزكاة) أنهما آكد
أركان الإسلام بعد الشهادتين؛ ولأن الصلاة أعظم العبادات البدنية والزكاة أعظم
العبادات المالية، فالقيام بهما يدل على القيام ببقية العبادات من باب أَولى،
والمحافظة عليهما أوضح علامات الإيمان، والتهاون بهما أعظم أبرز علامات النفاق.
كما قال تعالى في وصف المنافقين: ﴿وَلَا يَأۡتُونَ ٱلصَّلَوٰةَ إِلَّا وَهُمۡ كُسَالَىٰ وَلَا يُنفِقُونَ إِلَّا وَهُمۡ كَٰرِهُونَ﴾ [التوبة: 54].
والصلاة فيها إحسان
بين العبد وبين ربه، والإنفاق فيه إحسانٌ بين العبد وبين إخوانه، فاتقوا الله
-عباد الله- وحافظوا على تلاوة القرآن وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة والإنفاق في
وجوه الخير لعلكم تفلحون.
قال تعالى: ﴿فَٱقۡرَءُواْ مَا تَيَسَّرَ مِنَ ٱلۡقُرۡءَانِۚ عَلِمَ أَن سَيَكُونُ مِنكُم مَّرۡضَىٰ وَءَاخَرُونَ يَضۡرِبُونَ فِي ٱلۡأَرۡضِ يَبۡتَغُونَ مِن فَضۡلِ ٱللَّهِ وَءَاخَرُونَ يُقَٰتِلُونَ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِۖ
([1]) أخرجه: البخاري رقم (2288)، ومسلم رقم (651) واللفظ له..
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد