خاصةً لأنها عمود
الإسلام والذي يقيمها يكون مقيمًا لبقية دينه من باب أولى. كما قال تعالى: ﴿وَأَقِمِ ٱلصَّلَوٰةَۖ
إِنَّ ٱلصَّلَوٰةَ تَنۡهَىٰ عَنِ ٱلۡفَحۡشَآءِ وَٱلۡمُنكَرِۗ وَلَذِكۡرُ ٱللَّهِ
أَكۡبَرُۗ﴾ [العنكبوت: 45].
والصلاة هي الركن
الثاني من أركان الإسلام بعد الشهادتين، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: «بُنِيَ
الإِْسْلاَمُ عَلَى خَمْسٍ: شَهَادَةِ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَأَنَّ
مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، وَإِقَامِ الصَّلاَةِ» الحديث ([1]) وما ورد بمعناه.
والصلاة هي الفارقة
بين الكفر والإسلام، كما قال النبي: «بَيْنَ الْعَبْدِ وَبَيْنَ الْكُفْرِ
-أَوِ الشِّرْكِ- تَرْكُ الصَّلاَةِ» ([2]) رواه مسلم. وإقامة
الصلاة معناها أداؤها على ما شرع الله في أوقاتها مع الجماعة مع استيفاء شروطها
وأركانها وواجباتها وما يستطيع من سننها، فالذي يُخرِج الصلاة عن وقتها ويصليها
خارج وقتها متعمدًا لا يكون مقيمًا لها على الوجه المشروع، والذي يبخس شيئًا من
شروطها أو أركانها أو واجباتها لا يكون مقيمًا لها.
فالصلاة لها وزنٌ ثقيلٌ في الإسلام ومكانةٌ عند الله، ترتاح لها نفس المؤمن وتنفر منها نفس المنافق، كما قال تعالى: ﴿وَٱسۡتَعِينُواْ بِٱلصَّبۡرِ وَٱلصَّلَوٰةِۚ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى ٱلۡخَٰشِعِينَ ٤ ٱلَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلَٰقُواْ رَبِّهِمۡ وَأَنَّهُمۡ إِلَيۡهِ رَٰجِعُونَ ٤٦﴾ [البقرة: 45، 46] وقال تعالى في المنافقين: ﴿وَلَا يَأۡتُونَ ٱلصَّلَوٰةَ إِلَّا وَهُمۡ كُسَالَىٰ﴾ [التوبة: 54] وقال: ﴿وَإِذَا قَامُوٓاْ إِلَى ٱلصَّلَوٰةِ قَامُواْ كُسَالَىٰ﴾ [النساء: 142].
([1]) أخرجه: البخاري رقم (8)، ومسلم رقم (16).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد