فيعتبرون ذلك حالةً
طبيعيةً وليست عقوباتٍ لهم فيستمرون على غيّهم وبغيهم، ولا يتوبون من ذنوبهم؛
والذي نقوله لهؤلاء المتحذلقين: إن الكتاب والسنة يدلان على أن هذه الزلازل كغيرها
من الكوارث إنما تصيب العباد بسبب ذنوبهم، وكونها لأسبابٍ معروفة لا يخرجها عن
كونها مقدَّرةٌ من الله سبحانه على العباد لذنوبهم فهو مسبِّب الأسباب، وخالق
السبب والمسبب ﴿ٱللَّهُ
خَٰلِقُ كُلِّ شَيۡءٖۖ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ وَكِيلٞ ٦٢ لَّهُۥ مَقَالِيدُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۗ وَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ
بَِٔايَٰتِ ٱللَّهِ أُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡخَٰسِرُونَ
٦٣﴾ [الزمر: 62، 63]. فإذا أراد الله شيئًا أوجد سببه
ورتَّب عليه نتيجته. كما قال تعالى: ﴿وَإِذَآ أَرَدۡنَآ أَن نُّهۡلِكَ قَرۡيَةً أَمَرۡنَا مُتۡرَفِيهَا
فَفَسَقُواْ فِيهَا فَحَقَّ عَلَيۡهَا ٱلۡقَوۡلُ فَدَمَّرۡنَٰهَا تَدۡمِيرٗا﴾ [الإسراء: 16] فاتقوا الله عباد الله، واعتبروا بما يجري حولكم وبينكم
وتوبوا إلى ربكم وتذكروا قول الله تعالى: ﴿قُلۡ هُوَ ٱلۡقَادِرُ عَلَىٰٓ أَن يَبۡعَثَ عَلَيۡكُمۡ عَذَابٗا مِّن فَوۡقِكُمۡ أَوۡ مِن تَحۡتِ أَرۡجُلِكُمۡ أَوۡ يَلۡبِسَكُمۡ
شِيَعٗا وَيُذِيقَ بَعۡضَكُم بَأۡسَ بَعۡضٍۗ ٱنظُرۡ كَيۡفَ نُصَرِّفُ
ٱلۡأٓيَٰتِ لَعَلَّهُمۡ يَفۡقَهُونَ ٦٥ وَكَذَّبَ بِهِۦ قَوۡمُكَ
وَهُوَ ٱلۡحَقُّۚ قُل لَّسۡتُ عَلَيۡكُم بِوَكِيلٖ ٦ لِّكُلِّ نَبَإٖ مُّسۡتَقَرّٞۚ وَسَوۡفَ تَعۡلَمُونَ
٦٧﴾ [الأنعام: 65 - 67].
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم
******
الصفحة 6 / 453
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد