الزَّمَانُ، وَتَكْثُرَ الزَّلاَزِلُ،
وَتَظْهَرَ الْفِتَنُ، وَيَكْثُرَ الْهَرْجُ». قيل: ما الهرج؟ أي ما هو
يا رسول الله؟ قال: «الْقَتْلُ الْقَتْلُ» ([1]).
وروى الترمذي عن أبي
هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إِذَا اتُّخِذَ
الْفَيْءُ دُوَلاً، وَالأَْمَانَةُ مَغْنَمًا، وَالزَّكَاةُ مَغْرَمًا،
وَتُعُلِّمَ لِغَيْرِ الدِّينِ، وَأَطَاعَ الرَّجُلُ امْرَأَتَهُ وَعَقَّ أُمَّهُ،
وَأَدْنَى صَدِيقَهُ وَأَقْصَى أَبَاهُ، وَظَهَرَتِ الأَْصْوَاتُ فِي
الْمَسَاجِدِ، وَسَادَ الْقَبِيلَةَ فَاسِقُهُمْ، وَكَانَ زَعِيمُ الْقَوْمِ
أَرْذَلَهُمْ، وَأُكْرِمَ الرَّجُلُ مَخَافَةَ شَرِّهِ، وَظَهَرَتِ الْقَيْنَاتُ
وَالْمَعَازِفُ، وَشُرِبَتِ الْخُمُورُ، وَلَعَنَ آخِرُ هَذِهِ الأُْمَّةِ
أَوَّلَهَا فَلْيَرْتَقِبُوا عِنْدَ ذَلِكَ رِيحًا حَمْرَاءَ وَزَلْزَلَةً
وَخَسْفًا وَمَسْخًا وَقَذْفًا وَآيَاتٍ تَتَابَعُ، كَنِظَامٍ بَالٍ قُطِعَ
سِلْكُهُ فَتَتَابَعَ» ([2]).
بيَّن في هذا الحديث أنه عندما تحدث هذه الجرائم في آخر الزمان فإنها ستقع عليهم العقوبات المتتابعة ومنها الزلازل «التي تدمر العمارات السكنية ذات الأدوار الشاهقة وتدمر المدارس والمستشفيات والمطاعم والفنادق المكتظة بالناس على من فيها» ([3]) وقد رأيتم مصداق ذلك بما تكرر من حدوث هذه الزلازل المروعة - وقد يقول بعض المتحذلقين من الجغرافيين: هذه الزلازل ظواهر طبيعية، لها أسبابٌ معروفةٌ، لا علاقة لها بأفعال الناس ومعاصيهم كما يجري ذلك على ألسنة بعض الصحفيين والإعلاميين، حتى صار الناس لا يخافون عند حدوثها، ولا يعتبرون بها، كما يقول أشباههم من قبل عندما تصيبهم الكوارث والنكبات: ﴿قَدۡ مَسَّ ءَابَآءَنَا ٱلضَّرَّآءُ وَٱلسَّرَّآءُ﴾ [الأعراف: 95].
([1]) أخرجه: البخاري رقم (6652)، ومسلم رقم (157).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد