وقد خصَّ الله
الإنسان من بين المخلوقات فاستخلفه في هذه الأرض، وسخر له هذا الكون وأمده
بإمكانياتٍ عقليةٍ وجسميةٍ، وابتلاه بالخير والشر، وأمره ونهاه ووعده وتوعَّده
فقال تعالى: ﴿أَيَحۡسَبُ
ٱلۡإِنسَٰنُ أَن يُتۡرَكَ سُدًى﴾ [القيامة: 36]. وقال تعالى: ﴿أَفَحَسِبۡتُمۡ أَنَّمَا
خَلَقۡنَٰكُمۡ عَبَثٗا وَأَنَّكُمۡ إِلَيۡنَا لَا تُرۡجَعُونَ﴾ [المؤمنون: 115]
وجعل الجزاء من جنس العمل، إن خيرًا فخير، وإن شرًّا فشر، قال تعالى: ﴿وَأَن لَّيۡسَ لِلۡإِنسَٰنِ
إِلَّا مَا سَعَىٰ ٣ وَأَنَّ سَعۡيَهُۥ سَوۡفَ
يُرَىٰ ٤ ثُمَّ يُجۡزَىٰهُ ٱلۡجَزَآءَ ٱلۡأَوۡفَىٰ
٤﴾ [النجم: 39- 41]. وقال تعالى: ﴿فَمَن يَعۡمَلۡ مِثۡقَالَ ذَرَّةٍ خَيۡرٗا يَرَهُۥ ٧ وَمَن يَعۡمَلۡ مِثۡقَالَ ذَرَّةٖ شَرّٗا يَرَهُۥ ٨﴾ [الزلزلة: 7، 8].
وفي الحديث القدسي: «يَا
عِبَادِي، إِنَّمَا هِيَ أَعْمَالُكُمْ أُحْصِيهَا لَكُمْ ثُمَّ أُوَفِّيكُمْ
إِيَّاهَا، فَمَنْ وَجَدَ خَيْرًا فَلْيَحْمَدْ اللَّهَ، وَمَنْ وَجَدَ غَيْرَ
ذَلِكَ فَلاَ يَلُومَنَّ إِلاَّ نَفْسَهُ» ([1]).
وقد خاطب الله هذا
الإنسان بعدة خطاباتٍ، ووصفه بكثيرٍ من الصفات، قال تعالى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلۡإِنسَٰنُ
إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَىٰ رَبِّكَ كَدۡحٗا فَمُلَٰقِيهِ﴾ [الانشقاق: 6] أي
إنك ساعٍ إلى ربك سعيًا وعامل عملاً﴿فَمُلَٰقِيهِ﴾ [الانشقاق: 6] أي ستلقى ما عملت من خيرٍ أو شر.
عن جابر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «قَالَ جِبْرَائِيلُ: يَا مُحَمَّدُ عِشْ مَا شِئْتَ فَإِنَّكَ مَيِّتٌ، وَأَحْبِبْ مَنْ شِئْتَ فَإِنَّكَ مُفَارِقُهُ، وَاعْمَلْ مَا شِئْتَ فَإِنَّكَ مُلاقِيهِ» ([2]) وقيل معنى الآية: أنك ستلقى ربك فيجازيك بعملك ويكافئك على سعيك، والقولان متلازمان، فالإنسان لا بد أن يعمل عملاً يلاقي الله به فيجازيه عليه.
([1]) أخرجه: مسلم رقم (2577).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد