وقال تعالى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلۡإِنسَٰنُ
مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ ٱلۡكَرِيمِ ٦ ٱلَّذِي خَلَقَكَ
فَسَوَّىٰكَ فَعَدَلَكَ ٧ فِيٓ أَيِّ صُورَةٖ مَّا شَآءَ رَكَّبَكَ
٨﴾ [الانفطار: 6- 8] أي ما غَّرك يا ابن آدم بربك العظيم
حتى أقدمت على معصيته وقابلته بما لا يليق به، وأتى باسمه الكريم لينبه على أنه لا
ينبغي أن يُقابَل الكريم بالأفعال القبيحة وأعمال الفجور، ومن كرمه أن أوجد سبحانه
هذا الإنسان من عدمٍ وجعله سويًّا مستقيمًا معتدل القامة منتصبًا في أحسن الهيئات
والأشكال، وهو قادرٌ على أن يجعلك في صورةٍ قبيحة. ولكنه برحمته ولطفه جعلك في
شكلٍ حسنٍ مستقيمٍ معتدل، تام الأعضاء والحواس، حسن المنظر والهيئة، ثم إن هذا
الإنسان إذا أحسن عمله وأطاع ربه أحسن الله صورته الباطنة، كما أحسن صورته
الظاهرة، وواصل إكرامه في الدنيا والآخرة، وإن أساء عمله مسخ الله صورته الباطنة
وأهانه في الدنيا والآخرة. قال الله تعالى: ﴿لَقَدۡ خَلَقۡنَا ٱلۡإِنسَٰنَ فِيٓ أَحۡسَنِ تَقۡوِيمٖ ٤ ثُمَّ رَدَدۡنَٰهُ أَسۡفَلَ
سَٰفِلِينَ ٥ إِلَّا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ فَلَهُمۡ
أَجۡرٌ غَيۡرُ مَمۡنُونٖ ٦﴾ [التين: 4- 6].
وقال تعالى﴿إِنَّ
ٱلۡإِنسَٰنَ لَفِي خُسۡرٍ ٢ إِلَّا ٱلَّذِينَ
ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ وَتَوَاصَوۡاْ بِٱلۡحَقِّ وَتَوَاصَوۡاْ
بِٱلصَّبۡرِ ٣﴾ [العصر: 2، 3]. كما أخبر سبحانه أنه خلق هذا الإنسان من
ضعفٍ، وأوجده من عدمٍ، وعلّمه من جهلٍ، ثم إن هذا الإنسان إذا رأى نفسه قد استغنى
وكثر ماله فرح وأشر وبطر وطغى، قال تعالى: بسم الله الرحمن الرحيم، ﴿ٱقۡرَأۡ بِٱسۡمِ رَبِّكَ
ٱلَّذِي خَلَقَ ١ خَلَقَ ٱلۡإِنسَٰنَ مِنۡ
عَلَقٍ ٢ ٱقۡرَأۡ وَرَبُّكَ ٱلۡأَكۡرَمُ
٣ ٱلَّذِي عَلَّمَ
بِٱلۡقَلَمِ ٤ عَلَّمَ ٱلۡإِنسَٰنَ مَا لَمۡ يَعۡلَمۡ
٥ كَلَّآ إِنَّ ٱلۡإِنسَٰنَ لَيَطۡغَىٰٓ
٦ أَن رَّءَاهُ ٱسۡتَغۡنَىٰٓ ٧﴾ [العلق: 1- 7].
ثم توعده الله ووعظه وذكره بمصيره. فقال تعالى: ﴿إِنَّ إِلَىٰ رَبِّكَ ٱلرُّجۡعَىٰٓ﴾ [العلق: 8] أي إلى الله المصير والمرجع، وسيحاسبك على عملك وطغيانك.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد