والإنسان صفته
الطغيان والظلم والجهل والكفر إلا من رحم الله، قال تعالى: ﴿إِنَّ ٱلۡإِنسَٰنَ
لَظَلُومٞ كَفَّارٞ﴾ [إبراهيم: 34]. وقال تعالى: ﴿وَحَمَلَهَا ٱلۡإِنسَٰنُۖ إِنَّهُۥ كَانَ ظَلُومٗا جَهُولٗا﴾ [الأحزاب: 72] وقال تعالى: ﴿إِنَّ ٱلۡإِنسَٰنَ خُلِقَ هَلُوعًا
١٩ إِذَا مَسَّهُ ٱلشَّرُّ
جَزُوعٗا ٢٠ وَإِذَا مَسَّهُ ٱلۡخَيۡرُ مَنُوعًا
٢ إِلَّا ٱلۡمُصَلِّينَ ٢٢﴾ [المعارج: 19- 22]. وقال تعالى: ﴿إِنَّ ٱلۡإِنسَٰنَ لِرَبِّهِۦ لَكَنُودٞ
٦ وَإِنَّهُۥ عَلَىٰ ذَٰلِكَ
لَشَهِيدٞ ٧ وَإِنَّهُۥ لِحُبِّ ٱلۡخَيۡرِ لَشَدِيدٌ
٨﴾ [العاديات:6- 8] ([1]). وأخبر سبحانه أن
الإنسان يقنط عند الشدة ويفرح ويفخر عند الرخاء، قال تعالى: ﴿وَلَئِنۡ أَذَقۡنَا
ٱلۡإِنسَٰنَ مِنَّا رَحۡمَةٗ ثُمَّ نَزَعۡنَٰهَا مِنۡهُ إِنَّهُۥ لَئَُوسٞ كَفُورٞ ٩ وَلَئِنۡ أَذَقۡنَٰهُ نَعۡمَآءَ بَعۡدَ ضَرَّآءَ مَسَّتۡهُ
لَيَقُولَنَّ ذَهَبَ ٱلسَّئَِّاتُ عَنِّيٓۚ إِنَّهُۥ لَفَرِحٞ فَخُورٌ ١ إِلَّا ٱلَّذِينَ صَبَرُواْ
وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ أُوْلَٰٓئِكَ لَهُم مَّغۡفِرَةٞ وَأَجۡرٞ كَبِيرٞ ١١﴾ [هود: 9- 11].
فهذا شأن الإنسان وهذه صفاته. من حيث نفسه وذاته، وخروجه عن هذه الصفات إلى الصفات الخيرة والحميدة إنما هو بفضل ربه، وتوفيقه له، لا من حيث ذاته، فليس به من ذاته إلا هذه الصفات الذميمة، فلا حول له ولا قوة على التخلِّي عنها، والتحلِّي بالصفات الكريمة إلا بربِّه وفضله ومنَّته: ﴿وَمَا بِكُم مِّن نِّعۡمَةٖ فَمِنَ ٱللَّهِۖ﴾ [النحل: 53]. ﴿بَلِ ٱللَّهُ يَمُنُّ عَلَيۡكُمۡ أَنۡ هَدَىٰكُمۡ لِلۡإِيمَٰنِ﴾ [الحجرات: 17]. ﴿وَٱعۡلَمُوٓاْ أَنَّ فِيكُمۡ رَسُولَ ٱللَّهِۚ لَوۡ يُطِيعُكُمۡ فِي كَثِيرٖ مِّنَ ٱلۡأَمۡرِ لَعَنِتُّمۡ وَلَٰكِنَّ ٱللَّهَ حَبَّبَ إِلَيۡكُمُ ٱلۡإِيمَٰنَ وَزَيَّنَهُۥ فِي قُلُوبِكُمۡ وَكَرَّهَ إِلَيۡكُمُ ٱلۡكُفۡرَ وَٱلۡفُسُوقَ وَٱلۡعِصۡيَانَۚ أُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلرَّٰشِدُونَ ٧ فَضۡلٗا مِّنَ ٱللَّهِ وَنِعۡمَةٗۚ وَٱللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٞ ٨﴾ [الحجرات: 7، 8]. وهو الذي يكتب الإيمان في قلوب عباده المؤمنين ويثبتهم عليه ويصرف عنهم
([1]) زيادة من طبعة دار المعارف.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد