السوء والفحشاء. وقد قال تعالى: ﴿وَمَا كَانَ لِنَفۡسٍ أَن
تُؤۡمِنَ إِلَّا بِإِذۡنِ ٱللَّهِۚ وَيَجۡعَلُ ٱلرِّجۡسَ عَلَى ٱلَّذِينَ لَا
يَعۡقِلُونَ﴾ [يونس: 100] وقال تعالى: ﴿وَمَا يَذۡكُرُونَ إِلَّآ أَن يَشَآءَ ٱللَّهُۚ﴾ [المدثر: 56]. ﴿وَمَا تَشَآءُونَ إِلَّآ أَن يَشَآءَ ٱللَّهُ رَبُّ ٱلۡعَٰلَمِينَ﴾ [التكوير: 29].
فالهداية التي هي
التوفيق للخير وقبول الحق بيد الله عز وجل يمنُّ بها على من يشاء، وهي فضلٌ منه
وإحسان، والعبد مأمورٌ بتعاطي أسباب هذه الهداية، بأن يطلبها من الله وينيب إليه
ويصغي إلى كتاب الله وسنة رسوله ليعرف الحق فيلتزمه ويعرف الباطل فيجتنبه، ويقتدي
بأهل الخير، ويبتعد عن أهل الشر، ويفعل ما أمر الله به ويترك ما نهى الله عنه من
الأعمال والأقوال والنيات والمكاسب وسائر التصرفات المنهي عنها. قال الله تعالى:
بسم الله الرحمن الرحيم: ﴿وَٱلَّيۡلِ إِذَا يَغۡشَىٰ ١ وَٱلنَّهَارِ إِذَا
تَجَلَّىٰ ٢ وَمَا خَلَقَ ٱلذَّكَرَ وَٱلۡأُنثَىٰٓ
٣ إِنَّ سَعۡيَكُمۡ لَشَتَّىٰ ٤ فَأَمَّا مَنۡ أَعۡطَىٰ
وَٱتَّقَىٰ ٥ وَصَدَّقَ بِٱلۡحُسۡنَىٰ ٦ فَسَنُيَسِّرُهُۥ
لِلۡيُسۡرَىٰ ٧ وَأَمَّا مَنۢ بَخِلَ وَٱسۡتَغۡنَىٰ
٨ وَكَذَّبَ بِٱلۡحُسۡنَىٰ ٩ فَسَنُيَسِّرُهُۥ لِلۡعُسۡرَىٰ
١﴾ [الليل: 1- 10].
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم
******
الصفحة 5 / 453
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد