يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِ
وَمِنۡ أَوۡزَارِ ٱلَّذِينَ يُضِلُّونَهُم بِغَيۡرِ عِلۡمٍۗ﴾﴿النحل: 25] كيف نطلب من
الشباب أن يبكِّروا إلى المساجد لانتظار الجُمع والجماعات وتلاوة القرآن في بيوت
الله وهم يشاهدون آباءهم ممن هم في سن الستين أو السبعين وهم آخر من يأتي إلى
المساجد، وأول من يخرج منها، وأقل الناس رغبةً فيها وفي عمارتها، لا يأتون الصلاة
إلا وهم كسالى، متأخرون يبخلون في أوقاتهم أن يصرفوا شيئًا منها في المساجد.
وإذا غلط أحدهم بعض
المرات وجاء مبكرًا ندم على ذلك واعتبروه وقتًا ضائعًا حيث لم يشغله بأمور الدنيا.
وإذا رأيتم مصداق
ذلك فانظروا فراغ المساجد فيما بين الأذان والإقامة في الأوقات الخمسة، ومن تفوتهم
الصلاة أو بعضها بصفة مستمرة، وانظروا تأخرهم في الحضور لصلاة الجمعة التي يُشرع
التبكير لها.
فاتقوا الله أيها
الآباء، وحاسبوا أنفسكم واعلموا أنكم محل القدوة وأن سوق التجارة الرابحة هو بذكر
الله في المساجد والصلوات، وتلاوة السور والآيات، والإحسان والبر والصدقات.
قال تعالى: ﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ يَتۡلُونَ
كِتَٰبَ ٱللَّهِ وَأَقَامُواْ ٱلصَّلَوٰةَ وَأَنفَقُواْ مِمَّا رَزَقۡنَٰهُمۡ
سِرّٗا وَعَلَانِيَةٗ يَرۡجُونَ تِجَٰرَةٗ لَّن تَبُورَ ٢٩ لِيُوَفِّيَهُمۡ
أُجُورَهُمۡ وَيَزِيدَهُم مِّن فَضۡلِهِۦٓۚ إِنَّهُۥ غَفُورٞ شَكُورٞ ٣٠﴾ [فاطر: 29، 30].
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم.
******
الصفحة 6 / 453
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد