×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء الثالث

ما ظنكم إذا كان الأب لا يصلي ولا يعرف المساجد، وإذا كان يتعاطى المسكرات والمخدرات، أو يشرب الدخان الخبيث أمام أولاده، ما ظنكم إذا كان الأب لا يتورع عن كسب المال الحرام ولو عن طريق الربا والقمار والرشوة وبيع المواد المحرمة كالتصاوير والأفلام الخليعة وأدوات اللهو؟ ما ظنكم إذا كان الأب لا يتورع عن الغش في المعاملة والفجور في الخصومة والتزوير في الشهادة، والكذب في اليمين؟ ماذا تظنون في الذرية التي تشاهد كل هذه الجرائم تُفعل أمامها وفي محيطها ويمارسها أبوهم وأقرب الناس إليهم؟ إنهم سيكونون كما قال الشاعر:

إذا كان ربُّ البيت بالدف مولعًا *** فَشِيمةُ أهلِ البيتِ كلِّهم الرقص

وكما قال آخر:

وَيَنْشأ ناشئُ الفتيان منَّا *** على ما كان عوَّده أبوه

إنهم في الغالب سيقولون كما قال أسلافهم: ﴿إِنَّا وَجَدۡنَآ ءَابَآءَنَا عَلَىٰٓ أُمَّةٖ وَإِنَّا عَلَىٰٓ ءَاثَٰرِهِم مُّقۡتَدُونَ [الزخرف: 23]. لقد حرم الله على الأولاد الاقتداء بهؤلاء الآباء المنحرفين، قال تعالى: ﴿لَّا تَجِدُ قَوۡمٗا يُؤۡمِنُونَ بِٱللَّهِ وَٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِ يُوَآدُّونَ مَنۡ حَآدَّ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ وَلَوۡ كَانُوٓاْ ءَابَآءَهُمۡ...[المجادلة: 22] ، ﴿وَإِن جَٰهَدَاكَ عَلَىٰٓ أَن تُشۡرِكَ بِي مَا لَيۡسَ لَكَ بِهِۦ عِلۡمٞ فَلَا تُطِعۡهُمَاۖ وَصَاحِبۡهُمَا فِي ٱلدُّنۡيَا مَعۡرُوفٗاۖ وَٱتَّبِعۡ سَبِيلَ مَنۡ أَنَابَ إِلَيَّۚ [لقمان: 15]، فاتقوا الله أيها الآباء وكونوا قدوة صالحة لأولادكم كما أمركم الله بذلك في قوله: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ قُوٓاْ أَنفُسَكُمۡ وَأَهۡلِيكُمۡ نَارٗا وَقُودُهَا ٱلنَّاسُ وَٱلۡحِجَارَةُ [التحريم: 6] ولا تكونوا من الذين قال الله فيهم: ﴿لِيَحۡمِلُوٓاْ أَوۡزَارَهُمۡ كَامِلَةٗ


الشرح