×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء الثالث

ومن التشبه بالكفار إحداث الأسابيع المخصصة لبعض الأعمال، كأسبوع الشجرة وأسبوع النظافة، وأسبوع المساجد وأسبوع وأسبوع.. إلخ والمسلمون ليسوا بحاجة إلى هذه الأسابيع؛ لأن الإسلام يحث على الأعمال النافعة بدون تحديد بأسابيع، فهو يحث على الزراعة وغرس الأشجار المفيدة في مواقعها وأوقاتها المناسبة بدون أن تخصص لذلك أسابيع رسمية تجند لها الإمكانيات وتبث لها الدعايات، والإسلام يأمر بالنظافة دائمًا في الأجسام والملابس والبيوت والشوارع، ولم يخصص ذلك بأسبوع معين من السنة يعتني بالنظافة فيه وتهمل فيما عداه أو تقل.

والإسلام يأمر بالعناية بالمساجد دائمًا، يأمر ببنائها وتنظيفها وتأمين متطلباتها وكل ما تحتاج إليه ولم يخص ذلك بأسبوع من السنة يستنفر له الناس وتعمل له دعايات عريضة ثم تترك العناية بها في بقية السنة إلى مثل هذا الأسبوع من السنة القادمة، وهذا العمل زيادة على أنه تشبه فيه ابتداع أيضًا؛ لأن تنظيف المساجد عبادة، وتخصيص تلك العبادة بأسبوع لم يخصصه الشارع يعتبر بدعة...

ومن التشبه بالكفار التخاطب بلغتهم من غير حاجة ماسّة والكتابة بلغتهم على المتاجر والمحلات في بلاد الإسلام، أو خلط كلمات من لغتهم ومصطلحاتهم في الكتب الإسلامية والرسائل وغيرها، واستعمال لغتهم بدل اللغة العربية، «في المستشفيات والمطارات التي في بلاد المسلمين وفي موطن اللغة العربية» ([1]) واستعمال التاريخ الميلادي بدلاً من التاريخ الهجري، كل ذلك من التشبه المحرم.


الشرح

([1])  سقط من طبعة دار المعارف.