×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء الثالث

التشبه بهم في تعظيم القبور والغلو في الصالحين وبناء المساجد على قبورهم مما هو وسيلة إلى الشرك الأكبر. ففي الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في مرضه الذي لم يقم منه: «لَعَنَ اللهُ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى؛ اتَّخَذُوا قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ مَسَاجِدَ» ([1])، قالت: فلولا ذلك أبرز قبره غير أنه خشي أن يُتَّخذ مسجدًا.

ولا يخفى اليوم ما وقع من الشرك الأكبر في هذه الأمة بسبب مشابهة اليهود والنصارى في تعظيم القبور حتى عُبدت من دون الله عز وجل في بلاد الإسلام ومن ذلك بناء المساجد على آثار الأنبياء كالمكان الذي جلس فيه نبي أو صلى فيه أو رُؤي في المنام أنه يصلي فيه وما أشبه ذلك.

ومنها: استيراد النظم والقوانين الكفرية والمبادئ الهدامة من رأسمالية وشيوعية وغير ذلك من أنظمة الحكم والاقتصاد وغيرها حتى حكم بغير ما أنزل الله واستبيح الربا وعطلت الحدود الشرعية في كثير من بلاد المسلمين تشبهًا بالكفار وجريًّا وراءهم.

ومنها: إحداث أعياد بدعية ليست من أعياد المسلمين، كأعياد الموالد للأنبياء أو العلماء أو للملوك أو الأعياد الوطنية أو القومية، والاحتفال بالذكريات كذكرى المعراج والهجرة وغيرها تقليدًا للكفار الذين يحيون ذكريات لعظمائهم وأحداثهم التاريخية؛ نظرًا لفراغهم وإفلاسهم من الدين الصحيح الذي يستغلون به وقتهم، والمسلمون في غنى عن هذا لأن الله قد منَّ عليهم بدين يستثمر أوقاتهم بالخير.


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (435)، ومسلم رقم (531).