والرطب وشربوا عليه
الماء: «هَذَا مِنَ النَّعِيمِ الَّذِي تُسْأَلُونَ عَلَيْهِ يَوْمَ
الْقِيَامَةِ» ([1]). وروى الترمذي
بسنده عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ
أَوَّلَ مَا يُسْأَلُ عَنْهُ الْعَبْدُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنَ النَّعِيمِ أَنْ
يُقَالَ لَهُ: أَلَمْ نُصِحَّ لَكَ بَدَنَكَ ونُرَوِّكَ مِنَ الْمَاءِ» ([2]).
وعن ابن مسعود عن
النبي صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى ﴿ثُمَّ
لَتُسَۡٔلُنَّ يَوۡمَئِذٍ عَنِ ٱلنَّعِيمِ﴾ [التكاثر: 8] قال:
الأمن والصحة، وقال زيد بن أسلم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: ﴿ثُمَّ لَتُسَۡٔلُنَّ
يَوۡمَئِذٍ عَنِ ٱلنَّعِيمِ﴾ [التكاثر: 8] يعني شبع البطون وبارد الشراب وظلال
المساكن واعتدال الخلق ولذة النوم. رواه ابن أبي حاتم.
وقال مجاهد: عن كل
لذَّة من لذات الدنيا، وثبت في صحيح البخاري وغيره عن ابن عباس قال: قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم: «نِعْمَتَانِ مَغْبُونٌ فِيهِمَا كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ
الصِّحَّةُ وَالْفَرَاغُ» ([3]) ومعنى هذا أنهم
مقصِّرون في شكر هاتين النعمتين، لا يقومون بواجبهما، ومن لا يقوم بحقِّ ما وجب
عليه فهو مغبون، وروى الإمام أحمد عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله
عليه وسلم قال: «يَقُولُ اللهُ عز وجل: يَا ابْنَ آدَمَ حَمَلْتُكَ عَلَى
الْخَيْلِ وَالإِْبِلِ وَزَوَّجْتُكَ النِّسَاءَ وَجَعَلْتُكَ تَرْبَعُ
وَتَرْأَسُ، فَأَيْنَ شُكْرُ ذَلِكَ» ([4]).
فيا عباد الله: انظروا ماذا تمتعون به اليوم من نعم الله العظيمة، أمنٌ في الأوطان، وصحة في الأبدان، ووفرة في الأموال والأولاد،
([1]) أخرجه: الترمذي رقم (2369)، والنسائي رقم (3639)، وأحمد رقم (14637).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد