ورفاهية في المآكل والمشارب والمساكن والمراكب،
وطمأنينة في النفوس وراحة من الهموم والأحزان، وفراغ من الأشغال المتعبة. فأين شكر
هذه النعم، وبماذا تصرفونها، وما هي إجابتكم يوم تحاسبون عنها؟
ـ«إننا نرى الكثيرين
يستعينون بنعم الله على معاصيه، ويضيعون فرائضه، ويفعلون ما حرم الله عليهم
ويضيعون أوقاتهم. ويستنفذون قواتهم، في اللهو والغفلة والفسوق والعصيان...» ([1])ـ
وإننا بمناسبة حلول
عطلة نصف السنة الدراسية، نحذِّر إخواننا، وخصوصًا الشباب من تضييعها في الغفلة
واللهو واللعب، واستغلالها في المرح والفرح المذموم، بعضهم يخرجون إلى البراري في
تلك الأيام ويكونون اجتماعات في الغالب أنها تكون سيئة يخالطون فيها العصاة،
ويضيعون فيها الصلوات ويستعملون الملاهي وآلات الطرب والطبول، ويستمعون إلى
المغنين والمطربين وربما يشربون المسكرات، ويسرفون في طبخ الأطعمة واللحوم التي لا
يؤكل منها إلا القليل وأكثرها يهدر في التراب، وهذه أعمال سيئة وكفران للنعم،
ونخشى على هؤلاء وعلى غيرهم ممن لا ينكر عليهم، نخشى عليهم من العقوبة العاجلة؛
لأن الله تعالى يقول: ﴿وَإِذۡ تَأَذَّنَ
رَبُّكُمۡ لَئِن شَكَرۡتُمۡ لَأَزِيدَنَّكُمۡۖ وَلَئِن كَفَرۡتُمۡ إِنَّ عَذَابِي
لَشَدِيدٞ﴾ [إبراهيم: 7].
وكم أهلك الله من أمثال هؤلاء عند غفلتهم وسكرتهم وكفرانهم للنعم، فالواجب على المسلمين الحذر من معاصي الله، والمحافظة على نعم الله، والانضباط في صرف الأموال والأوقات فيما ينفع
([1]) زيادة من طبعة دار المعارف.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد