ومن منافع الحج: تهذيب الأخلاق
بالتزام الأفعال والأقوال الحميدة المفيدة، وهجر الأفعال والأقوال الذميمة. كما
قال تعالى: ﴿فَمَن
فَرَضَ فِيهِنَّ ٱلۡحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي ٱلۡحَجِّۗ
وَمَا تَفۡعَلُواْ مِنۡ خَيۡرٖ يَعۡلَمۡهُ ٱللَّهُۗ﴾ [البقرة: 197].
ومن منافع الحج: تعويد المسلم على
التواضع والبساطة في الملبس والمأكل، وتجنيبه عيش الترفه والتنعّم ولذلك منع
المحرم من مباحات كان يتمتع بها في غير حالة الإحرام كالاستمتاع بين الزوجين، ولبس
المَخيط، وتغطية الرأس للذكر، والتطيب، وحلق الشعر، وتقليم الأظافر، والاصطياد.
ومن منافع الحج
الكبرى: زيارة المسجد الحرام ورؤية البيت العتيق الذي هو أول بيت وضع للناس،
التشرّف بالطواف به امتثالاً لقوله تعالى: ﴿وَلۡيَطَّوَّفُواْ بِٱلۡبَيۡتِ ٱلۡعَتِيقِ﴾ [الحج: 29] وكذلك
الصلاة بالمسجد الحرام الذي تعدل الصلاة الواحدة فيه مائة ألف صلاة فيما سواه من
المساجد، والذي هو أفضل المساجد الثلاثة التي تشدّ إليها الرحال ولا تشدّ إلى
غيرها كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: «لاَ تُشَدُّ الرِّحَالُ إِلاَّ إِلَى
ثَلاَثَةِ مَسَاجِدَ، الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ، وَمَسْجِدِي هَذَا، وَالْمَسْجِدِ
الأَْقْصَى» ([1]) وفي رواية «لاَ
تَشُدُّوا» ([2]) بصيغة النهي.
ومن منافع الحج: تذكُّر الموقف والحشر يوم القيامة والعظة والاعتبار؛ فإن المسلم إذا رأى اجتماع الناس وتزاحمهم في المشاعر المقدسة على اختلاف ألسنتهم وألوانهم واختلاف طبقاتهم وأحوالهم،
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد