×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء الثالث

 وتربية النفوس على التواضع والشفقة والرحمة بالضعفة والمساكين في مواطن الزحام كما قال النبي صلى الله عليه وسلم حينما دَفَع من عرَفَة: «أَيُّهَا النَّاسُ، السَّكِينَةَ السَّكِينَةَ» ([1]) وكان يأخذ بزمام ناقته ليمنعها من السرعة في مواطن الزحام حتى لا يشقّ على الناس، وإذا وجد متسعًا أسرع السير فعل صلى الله عليه وسلم ذلك من أجل الرفق بالناس.

ومن منافع الحج: إعلان ذكر الله عند ذبح الهدي والتقرب إليه بذلك النسك والتوسعة على النفس وعلى المسلمين بالأكل من لحمه. قال تعالى: ﴿وَيَذۡكُرُواْ ٱسۡمَ ٱللَّهِ فِيٓ أَيَّامٖ مَّعۡلُومَٰتٍ عَلَىٰ مَا رَزَقَهُم مِّنۢ بَهِيمَةِ ٱلۡأَنۡعَٰمِۖ فَكُلُواْ مِنۡهَا وَأَطۡعِمُواْ ٱلۡبَآئِسَ ٱلۡفَقِيرَ [الحج: 28] وقال تعالى: ﴿وَٱلۡبُدۡنَ جَعَلۡنَٰهَا لَكُم مِّن شَعَٰٓئِرِ ٱللَّهِ لَكُمۡ فِيهَا خَيۡرٞۖ فَٱذۡكُرُواْ ٱسۡمَ ٱللَّهِ عَلَيۡهَا صَوَآفَّۖ فَإِذَا وَجَبَتۡ جُنُوبُهَا فَكُلُواْ مِنۡهَا وَأَطۡعِمُواْ ٱلۡقَانِعَ وَٱلۡمُعۡتَرَّۚ كَذَٰلِكَ سَخَّرۡنَٰهَا لَكُمۡ لَعَلَّكُمۡ تَشۡكُرُونَ ٣٦ لَن يَنَالَ ٱللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَآؤُهَا وَلَٰكِن يَنَالُهُ ٱلتَّقۡوَىٰ مِنكُمۡۚ كَذَٰلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمۡ لِتُكَبِّرُواْ ٱللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَىٰكُمۡۗ وَبَشِّرِ ٱلۡمُحۡسِنِينَ ٣ [الحج: 36، 37].

وقال صلى الله عليه وسلم: «أَيَّامُ التَّشْرِيقِ، أَيَّامُ أَكْلٍ، وَشُرْبٍ، وَذِكْرٍ للهِ عز وجل » ([2]).

ومن منافع الحج: إحياء ملة إبراهيم والاقتداء بنبينا محمد صلى الله عليه وسلم بإقامة المناسك على هدي هذين الخليلين عليهما السلام كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: «خُذُوا عَنِّي مَنَاسِكَكُمْ» ([3]) وفيه مخالفة لدين الجاهلية والمشركين.


الشرح

([1])  أخرجه: مسلم رقم (1218).

([2])  أخرجه:مسلم رقم (1141).

([3])  أخرجه: مسلم رقم (1298).