×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء الثالث

شاربها خلاف الواقع، فيتصور أنه الشجاع المقدام، والحاكم المطاع، والجواد المعطاء، وهو في الحقيقة أضعف من دجاجة وأخبث من جُعْل وأبلد من حمار وأديث من خنزير، يرتكب الذنوب الكبائر، ويقترف الإجرام وينطق بأخبث الكلام، وربما سبَّ الله ورسوله ودين الإسلام، وربما لعن أباه وأمه وغيرهما من ذوي الأرحام، يبول ويتغوط على نفسه ويلطخ بذلك جسمه وثيابه من غير شعور، يضحك بلا عجب، يبكي من غير سبب، ويهزأ به الصبيان والسفهاء، وينفر منه العقلاء.

وأما القمار فإنه مجلبة للخزي والدمار، فكم من غني سلبت بالقمار ثروته فأصبح فقيرًا لا يملك قطميرًا، وكم من فقير أثرى في لحظة إذا غلب، ثم لا يلبث أن يسلب ما بيده إذا غُلِب، وهكذا لا يزال المقامرون بين سالب ومسلوب، وغالب ومغلوب، حتى تتوغر الصدور بالعداوة والبغضاء، وتحترق القلوب بالحزن والأسى، حتى كثر القتل والانتحار بين المقامرين، وخسروا الدنيا والدين.

وصدق الله العظيم ﴿إِنَّمَا يُرِيدُ ٱلشَّيۡطَٰنُ أَن يُوقِعَ بَيۡنَكُمُ ٱلۡعَدَٰوَةَ وَٱلۡبَغۡضَآءَ فِي ٱلۡخَمۡرِ وَٱلۡمَيۡسِرِ وَيَصُدَّكُمۡ عَن ذِكۡرِ ٱللَّهِ وَعَنِ ٱلصَّلَوٰةِۖ فَهَلۡ أَنتُم مُّنتَهُونَ [المائدة: 91].

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم

******


الشرح