×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء الثالث

ومن القمار ما يؤخذ على المغالبة في لعب ورق البلوت من الأموال الطائلة التي تبذل وتهدر في اللعبة الخبيثة؛ ومن ذلك ما يعمله بعض أصحاب الأسواق التجارية من وضع أسئلة يعطونها لمن اشترى منهم كميةً معينةً من البضائع، فإذا أجاب عنها أعطوه سيارةً أو بضاعةً مثمنةً. وقصدهم بذلك اجتذاب الزبائن لشراء ما لديهم من المعروضات، حتى إن بعض الزبائن يشتري ما لا حاجة به طمعًا في الحصول على هذه الأسئلة فلعله يصادف الإجابة الصحيحة عنها فيفوز بهذه الجائزة، وهذا من أعظم القمار وأكل المال بالباطل. وقد قامت في بعض دول العالم مؤسسات للقمار بأوراق اليانصيب، وغيرها مما يخترعه شياطين الإنس والجن من أساليب القمار والمراهنات الباطلة.

ومن أكل المال بالباطل ما يفعله بعض الموظفين من اتفاق مجموعة منهم أن كل واحد يدفع مبلغًا محددًا وما اجتمع من المبالغ المدفوعة يأخذه واحد منهم بالتناوب إذا وصله الدور، وهذا العمل محرم لأنه قرض جَرَّ نفعًا فهو ربًّا؛ ولأنه قرض مشروط في قرض فهو بيعتان في بيعة المنهي عنه.

عباد الله: إنَّ مفاسد الخمر والميسر الذي هو القمار وتدميرها للمجتمعات والاقتصاد العالمي لا يشك فيها عاقل، فضلاً عن المؤمن، فالخمر تفسد الجسم وتجلب له الأمراض الخطيرة فهي تسبب تصلب الشرايين: وتمرض القلب والكُلَى والمخ، وتضعف الجسم إضعافًا يعجز معه عن تحمل الأمراض، وتسلب العقول، وتلحق شاربها بالمجانين والمخبولين، وتفسد الأخلاق، وتجر إلى الوقوع في الفواحش وهتك الأعراض، وبالخمر تقع العداوة والبغضاء، ويتصور


الشرح