والصلاة هي عمود
الإسلام يقوم عليه، فمتى فقد العمود لم يَقُم للعبد إسلام صحيح، والزكاة قرينة
الصلاة في كتاب الله عز وجل وقد قاتل صحابةُ رسول الله صلى الله عليه وسلم بقيادة
أبي بكر مانعي الزكاة واعتبروهم مرتدين وسموا حروبهم حروب الردة، وهم يقولون: «لا
إله إلا الله محمد رسول الله». وأما من ترك شيئًا من الطاعات الأخرى التي هي من
مكملات الإسلام وحقوقه، أو ارتكب شيئًا من المعاصي التي هي دون الشرك وليست من
نواقض الإسلام، فهذا لا يعتبر كافرًا وإنما يعتبر مؤمنًا ناقص الإيمان وهذا النقص
يتفاوت بتفاوت المعصية التي ارتكبها؛ فإن كانت كبيرة من كبائر الذنوب كالزنا
والسرقة وقتل النفس وشرب الخمر وغير ذلك من الكبائر وهو يعترف بتحريمها ولم
يستحلها، فهذا يعتبر فاسقًا ساقط العدالة معرضًا للوعيد ويقام عليه الحد الواجب
إقامته على من فعل تلك الكبيرة، هذا ما عليه أهل السنة والجماعة في الحكم على مثل
هذا. فهو مؤمن بإيمانه فاسق بكبيرته، وإن كانت معصيته لا تصل إلى حد الكبيرة فهي تنقص
إيمانه ويأثم بها لكنه لا يحكم بفسقه إلا إن أصر عليها واستدامها أو جاهر بها فإن
الإصرار على الصغيرة قد يصيرها كبيرةً.
وكما أن الإيمان
يزول بزوال أصله أو يزول كماله بالمعصية بحسب تفاوتها في القبح والذم، فإنه يزيد
بالطاعة وينمو ويعظم. كما قال تعالى: ﴿وَيَزِيدُ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ ٱهۡتَدَوۡاْ هُدٗىۗ﴾ [مريم: 76] وقال تعالى: ﴿إِنَّمَا ٱلۡمُؤۡمِنُونَ ٱلَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ ٱللَّهُ وَجِلَتۡ
قُلُوبُهُمۡ وَإِذَا تُلِيَتۡ عَلَيۡهِمۡ ءَايَٰتُهُۥ زَادَتۡهُمۡ إِيمَٰنٗا وَعَلَىٰ رَبِّهِمۡ يَتَوَكَّلُونَ﴾ [الأنفال: 2].
وقال تعالى: ﴿وَإِذَا مَآ أُنزِلَتۡ سُورَةٞ فَمِنۡهُم مَّن يَقُولُ أَيُّكُمۡ زَادَتۡهُ هَٰذِهِۦٓ إِيمَٰنٗاۚ فَأَمَّا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ فَزَادَتۡهُمۡ إِيمَٰنٗا وَهُمۡ يَسۡتَبۡشِرُونَ﴾ [التوبة: 124]
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد