والشهداء على الناس، قال تعالى: ﴿وَأَنتُمُ ٱلۡأَعۡلَوۡنَ إِن كُنتُم مُّؤۡمِنِينَ﴾ [آل عمران: 139] وقال تعالى: ﴿وَكَذَٰلِكَ جَعَلۡنَٰكُمۡ أُمَّةٗ وَسَطٗا لِّتَكُونُواْ شُهَدَآءَ عَلَى ٱلنَّاسِ وَيَكُونَ ٱلرَّسُولُ عَلَيۡكُمۡ شَهِيدٗاۗ﴾ [البقرة: 143] فمن ابتغى العز والرفعة بغير الإسلام أذله الله، كما قال أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه: «إنا أمة أعزنا الله بالإسلام فمهما ابتغينا العزة بغيره أذلنا الله». نعم إن الإسلام دين العز والرفعة في الدنيا والآخرة لأنه دين كامل مكمِّل لمن تمسك به، لم يترك جانبًا من جوانب الحياة إلا ونظمه أحسن تنظيم، ولا فضيلة من الفضائل إلا وحث عليها، ولا رذيلةً إلا حذر منها، فهو كامل في جانب العقيدة، وفي جانب العبادة، وفي جانب السياسة، وفي جانب المعاملات، وفي جانب الآداب والأخلاق، صالح لجميع البشر في كل زمان ومكان، بيَّن الله فيه كل شيء يحتاج إليه البشر، كما قال تعالى: ﴿وَنَزَّلۡنَا عَلَيۡكَ ٱلۡكِتَٰبَ تِبۡيَٰنٗا لِّكُلِّ شَيۡءٖ وَهُدٗى وَرَحۡمَةٗ وَبُشۡرَىٰ لِلۡمُسۡلِمِينَ﴾ [النحل: 89] وقال تعالى: ﴿إِنَّ هَٰذَا ٱلۡقُرۡءَانَ يَهۡدِي لِلَّتِي هِيَ أَقۡوَمُ﴾ [الإسراء: 9]. قد شهد الله له بالكمال فقال تعالى: ﴿ٱلۡيَوۡمَ أَكۡمَلۡتُ لَكُمۡ دِينَكُمۡ وَأَتۡمَمۡتُ عَلَيۡكُمۡ نِعۡمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ ٱلۡإِسۡلَٰمَ دِينٗاۚ﴾ [المائدة: 3] فمن طلب الكمال من غير الإسلام لم يحصل إلا على النقص، ومن طلب العزَّ بغيره أصيب بالذل، ومن استورد نظامًا وقانونًا يحكم به بين الناس بدلاً من حكم الإسلام فهو كافر وظالم وفاسق. كما قال تعالى: ﴿وَمَن لَّمۡ يَحۡكُم بِمَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ فَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلظَّٰلِمُونَ﴾ [المائدة: 45]. ﴿وَمَن لَّمۡ يَحۡكُم بِمَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ فَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡفَٰسِقُونَ﴾ [المائدة: 47]. وكذلك من استورد العادات والتقاليد من الأمم الكافرة وتخلَّق بها فهو متشبه بالكفار، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم:
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد