«مَنْ تَشَبَّهَ بِقَوْمٍ
فَهُوَ مِنْهُمْ» ([1]) وقال: «لَيْسَ مِنَّا مَنْ تَشَبَّهَ
بِغَيْرِنَا» ([2]) وهذا يدل على تغليظ تحريم التشبه بالكفار في
جميع شؤونهم الخاصة بهم من عباداتهم وعاداتهم وتقاليدهم، فقد حذَّر النبي صلى الله
عليه وسلم من التشبه بهم في جميع ذلك وبيَّن سوء عاقبته وشدة عقوبته وحذَّرنا من
مشاركتهم في أعيادهم ومناسباتهم التي يقيمونها ويحتفلون بها.
فقد روى البيهقي
بإسناد صحيح عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما، قال: «مَن بنى ببلاد الأعاجم
وصنع نيروزهم ومهرجانهم وتشبه بهم حتى يموت وهو كذلك حُشِر معهم يوم القيامة».
ومن مشاركتهم في
أعيادهم ما ابتلي به بعض من المسلمين اليوم من مشاركتهم الفرح بمناسبة عيد الميلاد
النصراني؛ ولا أقول المسيحي لأن المسيح عليه السلام بريء منه، وتبادل التهاني معهم
وتعطيل الدوائر والأعمال الرسمية بهذه المناسبة التي هي إظهار لشعار دين النصارى.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: أعياد الكفار كثيرة وليس على المسلم أن يبحث عنها ولا يعرفها، بل يكفيه أن يعرف في أي فعل من الأفعال، أو يوم، أو مكان، أو سبب هذا الفعل، أو تعظيم هذا المكان، أو الزمان من جهتهم، ولو لم يعرف أنه من جهتهم فيكفيه أن يعلم أنه لا أصل له في دين الإسلام. ثم ذكر رحمه الله أنواعًا مما يفعله بعض جهال المسلمين أو الذين لا يبالون بالدين من مشاركتهم ومشابهتهم في تلك الأعياد، إلى أن قال: ومن ذلك ترك الوظائف الراتبة من الصنائع والتجارات، أو حلق العلم، (يعني تعطيل الدراسة)
([1]) أخرجه: أبو داود رقم (4031)، وأحمد رقم (5114)، والبيهقي في « الشعب » رقم (1199).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد