×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء الثالث

 أو غير ذلك، واتخاذه يوم راحة وفرح، واللعب فيه بالخيل وغيرها على وجه يخالف ما قبله وما بعده من الأيام.

ثم بيَّن رحمه الله ما يجب على المسلمين تجاه أعياد الكفار، فقال: والضابط: أنه لا يحدث فيه أمر أصلاً، بل يُجعل يومًا كسائر الأيام، فإنا قد قدَّمنا عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه نهاهم عن اليومين اللذين كانا لهم يلعبون فيهما في الجاهلية، وأنه نهى عن الذبح بالمكان إذا كان المشركون يعيدون فيه، ومن ذلك ما يفعله كثير من الناس في أثناء الشتاء، في أثناء كانون الأول لأربع وعشرين خلت منه ويزعمون أنه ميلاد عيسى عليه السلام، فجميع ما يحدث فيه هو من المنكرات، مثل إيقاد النيران وإحداث طعام، واصطناع شموع وغير ذلك؛ فإن اتخاذ هذا الميلاد عيدًا هو دين النصارى، ليس لذلك أصل في دين الإسلام، ولم يكن لهذا الميلاد ذكر أصلاً على عهد السلف الماضين بل أصله مأخوذ عن النصارى... انتهى.

ومن مشاركة النصارى في إحياء عيد الميلاد أن يجعله بعض المسلمين بدايةً لسنة الدولة ويؤرِّخوا به بدلاً من التاريخ بالهجرة النبوية فإن هذا العمل فيه مشاركة لهم في تعظيم هذه البدعة، وتشبه بهم في إحيائها، وإماتة لتاريخ المسلمين، وعدول عن التاريخ الذي ارتضاه سلف هذه الأمة في عهد ثاني الخلفاء الراشدين أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه، قال الحافظ ابن كثير رحمه الله: وذلك أنه لما رفع إلى عمر صكٌّ مكتوب لرجل على آخر بدَين يحل عليه في شعبان، فقال: أيُّ شعبان، أمن هذه السنة أم التي قبلها أم التي بعدها، ثم جمع الناس فقال: ضعوا للناس شيئًا يعرفون فيه حلول ديونهم، فيقال: إن بعضهم


الشرح