المؤلفون في ضبط
وتسجيل تاريخ الإسلام في مؤلفاتهم، لكن من المؤسف أن يعدل كثير من المسلمين عن هذا
التاريخ المجيد الذي رضيه سلفنا وساروا عليه فيعدل هؤلاء عنه إلى تاريخ النصارى
الميلادي الذي لا يمتُّ إلى ديننا بصلة، ولئن كان لبعضهم عذر حينما كانوا تحت
ولاية الكفار وسيطرتهم ومرغمين على استعمال تاريخهم فليس لهم عذر الآن بعد ما
نالوا الاستقلال وصار الحكم بأيديهم أن يستمروا عليه.
فاتقوا الله عباد
الله، واعتزوا بتاريخكم وبدينكم وبآدابه وأحكامه في جميع المجالات، وتشرفوا
واعتزُّوا بالانتساب إليه، ولا تلتفتوا إلى ما خالفه من عوائد الجاهليين وعقائد
الضالين.
فلقد بلغ من مشاركة بعض المنتسبين للإسلام للنصارى في عيدهم الميلادي أن صاروا يعطلون الأعمال الرسمية في أيامه ويتبادلون معهم التهاني بمناسبته ويقولون: إن النصارى إخوانهم وأنه لا فرق بين المسلمين والنصارى في عقيدة الإيمان، وكأنهم لا يقرؤون قول الله تعالى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تَتَّخِذُواْ ٱلۡيَهُودَ وَٱلنَّصَٰرَىٰٓ أَوۡلِيَآءَۘ بَعۡضُهُمۡ أَوۡلِيَآءُ بَعۡضٖۚ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمۡ فَإِنَّهُۥ مِنۡهُمۡۗ إِنَّ ٱللَّهَ لَا يَهۡدِي ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّٰلِمِينَ﴾ [المائدة: 51]. كأنهم لا يعلمون أن الإسلام هو الدين الصحيح الذي لا يقبل الله سواه، وأنه الناسخ لما قبله من الأديان، وأنه بعد مجيء الإسلام انتهى العمل بدين النصارى فلا يجوز لهم البقاء عليه، ومن بقي عليه فهو كافر هذا لو سلم من التحريف والتبديل، فكيف وقد حرَّف النصارى دينهم، وزعموا أن الله ثالث ثلاثة، وأن المسيح ابن الله أو أن الله هو المسيح ابن مريم - تعالى الله عن قولهم علوًّا كبيرًا.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد