·
أما بعد:
أيها الناس: اتقوا الله واحذروا
من فتنة الجهَّال والمضللين الذين كثر وجودهم في هذا الزمان وتيسرت لهم الطرق لبث
شرهم وترويج باطلهم عن طريق بعض الصحف والمجلات، وعن طريق الكتب والنشرات، وعن
طريق كثير من الإذاعات، وهم طوائف مختلفة، لكنها متفقة على قصد تضليل المسلمين،
وإفساد عقائدهم وأخلاقهم. وقد يكونون مجنَّدين لذلك من قبل منظمات كافرة سرية للقيام
بهذا الغرض.
فطائفة من هؤلاء
تستخدم الصحف والمجلات والكتب لبث المقالات الإلحادية، والتشكيك في الدين وإفساد
الأخلاق، كدعوة النساء للسفور والاختلاط وترك الحجاب، وعرض أزياء اللباس الفاتن
وعرض صور النساء الكاسيات العاريات الفاتنات، وإغراء الشباب بعرض صور الفتيات
الجميلات في المجلات الخليعة التي تروج في أسواقنا وتباع في المكتبات المنتشرة
بيننا وحتى في البقالات، وأعظم من ذلك الأفلام الخليعة وأشرطة الفيديو التي انتشرت
في كثير من البيوت والمحلات. فاتقوا الله أيها المسلمون، واحذروا هذه المجلات وهذه
الأفلام وهذه الأشرطة، لا تتركوها تدخل بيوتكم وتنتشر بين أبنائكم وبناتكم
ونسائكم. وأتلفوا ما تجدونه منها؛ لتسلموا من شرها وتجنبوا أولادكم من خطرها،
فإنها والله شرٌّ من الأمراض الفتاكة والأوبئة الخطرة القاتلة والسموم المهلكة.
فإن الناس لو سمعوا بحدوث وباء أو مرض خطير لعملوا كل ما يقدرون عليه من الاحتياطات للوقاية من هذا المرض حفاظًا على حياتهم وصحة أبدانهم، فما بالهم يغفلون عن هذه الأمراض التي تصيب القلوب والعقائد والأخلاق، فيتركونها تنتشر بينهم وتفتك فيهم؟.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد