وطائفة من هؤلاء
المضلِّلين تستهدف إفساد الدين والعقائد عن طريق كتابة نشرات بصورة نصائح ومواعظ
تدسُّ فيها الشر وتبثها في المدارس والمساجد وبعض الدوائر وتحث على نسخها وتوزيعها
بين الناس، وقد تكتب فيها بعض الآيات القرآنية والأحاديث النبوية لأجل الخداع
والتمويه، وتدس معها من الكذب على الله ورسوله صلى الله عليه وسلم وعلى أهل العلم
الشيء الكثير، وتضمنها كثيرًا من الخرافات والوعد والوعيد المكذوبين. وبعضها يكون
على شكل أدعية وأوراد، وبعضها على شكل نصائح وحث على الخير وتحذير من المعاصي،
ويخلط معها من الأحاديث المكذوبة والخرافات المضللة ما لا يتنبه له إلا أهل
البصيرة والعلم، ومن ذلك النشرة التي عنوانها: عقوبة تارك الصلاة، قال فيها
كاتبها: رُوي عن النبي صلى الله عليه وسلم: «من تَهَاوَنَ بِالصَّلاَةِ عاقبه
الله بخمس عشرة عقوبة» ثم عدَّها -وحثَّ في آخرها على نسخها وتوزيعها وقراءتها
على المسلمين ثم قال: الفاتحة لفاعل الخير- أي اقرؤوا سورة الفاتحة للذي كتبها،
وهذا الحديث الذي نسبه صاحب النشرة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في عقوبة
تارك الصلاة حديث باطل مكذوب على رسول الله صلى الله عليه وسلم، كما بيَّن ذلك أهل
العلم.
فصاحب هذه النَّشرة
يروِّج الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم ويأمر الناس بترويجه ويحثهم عليه
نسأل الله العافية.
ومما يدل على سوء
قصده أنه ترك الآيات القرآنية والأحاديث الصحيحة الواردة في بيان عقوبة تارك
الصلاة، وأخذ هذا الحديث المكذوب، وكتبه وروَّجه، وأمر الناس بإحياء البدعة وهي
قراءة الفاتحة لفاعل الخير؛ لأن قراءتها بهذا القصد بدعة، وهو قصده نشر الكذب
وإحياء البدع.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد