ومما يدل على ذلك
حرصه الشديد وحثه على نسخ هذه النشرة وقراءتها وتوزيعها على المسلمين.
وهناك نشرة ثانية كتب فيها مروِّجها ثلاث آيات من القرآن الكريم، أولها قوله تعالى: ﴿بَلِ ٱللَّهَ فَٱعۡبُدۡ وَكُن مِّنَ ٱلشَّٰكِرِينَ﴾ [الزمر: 66] وكتب في آخرها يقول: مَن وزعها يحصل له كذا من الخير بعد أربعة أيام، ومن أهملها يعاقب بكذا من العقاب، وحث على إرسال خمس وعشرين نسخة منها إلى من هو بحاجة إليها، وكاتب هذه النشرة دجال مضلل، يفتري على الله الكذب، ويستهين بكلام الله عز وجل، حيث كتب هذه الآيات الكريمة وخلطها مع الكذب والخرافة؛ فإن دعواه أن من كتب هذه الآيات ووزعها وأرسل منها خمسًا وعشرين نسخة إلى شخص آخر يحصل له كذا من الخير بعد أربعة أيام، ومن لم يفعل يحصل له كذا من الشر، وهذا من أعظم الكذب على الله وهو ادّعاء لعلم الغيب، فإنه لا يعلم ما يحصل للناس في المستقبل من الخير والشر والثواب والعقاب إلا الله سبحانه وتعالى، ثم إن تحديد الثواب والعقاب على الأعمال لا يثبت إلا بدليل صحيح عن الله ورسوله، ولم يرد عن الله ورسوله أن من كتب كذا من الآيات القرآنية ووزَّعه يحصل له كذا من الثواب، ومن لم يكتبه يحصل له كذا من العقاب، وإنما هذا من افتراء هذا الدجال الخبيث، وغرض هذا وأمثاله إشغال الناس بالحكايات المكذوبة والخرافات الباطلة وصرفهم عن الحق وغرس العقائد الخرافية والأباطيل الشركية في نفوس المسلمين والقضاء على العقيدة الصحيحة؛ لأن الخرافيين لا يتمكنون في هذه البلاد -والحمد لله- من إلقاء الباطل على الناس مشافهة ومصارحة فعدلوا إلى هذه الطريقة الخبيثة التي لا يتنبه لها الجهال والذين قد تغريهم الوعود المزيفة ويؤثر فيهم
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد