×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء الثالث

والأيمان الكاذبة والخصومات الفاجرة، والشهادات المزورة، بل لا يتورع عن ترك الصلاة ومنع الزكاة وتناول المسكرات والمخدرات والمفترات من الخمور والحشيش والدخان والقات، وإذا هان عليه سقوط نفسه هان عليه سقوط غيره فيتحول من ناصحٍ إلى خائنٍ، ومن آمرٍ بالمعروف ناهٍ عن المنكر إلى مسالمٍ للعصاة ومداهنٍ، يُرضي المخلوقين بما يسخط الخالق، وإن تظاهر بشيءٍ من الخير فهو مخادعٌ ومنافقٌ، ولقد حذَّرنا الله من هذا وأمثاله بقوله تعالى: ﴿وَلَا تُطِعۡ كُلَّ حَلَّافٖ مَّهِينٍ ١٠ هَمَّازٖ مَّشَّآءِۢ بِنَمِيمٖ ١١ مَّنَّاعٖ لِّلۡخَيۡرِ مُعۡتَدٍ أَثِيمٍ ١٢ عُتُلِّۢ بَعۡدَ ذَٰلِكَ زَنِيمٍ ١٣ [القلم: 10- 13].

عباد الله: إن قلوب العباد تألف أهل خشية الله وطاعته، وتنفر من أهل معصيته، كما قال تعالى: ﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ سَيَجۡعَلُ لَهُمُ ٱلرَّحۡمَٰنُ وُدّٗا [مريم: 96] فأخبر الله سبحانه أنه يغرس لعباده المؤمنين في قلوب عباده الصالحين محبةً ومودةً. وفي الحديث: «إِنَّ اللهَ إِذَا أَحَبَّ عَبْدًا دَعَا جِبْرِيلَ فَقَالَ: إِنِّي أُحِبُّ فُلاَنًا فَأَحِبَّهُ قَالَ: فَيُحِبُّهُ جِبْرِيلُ، ثُمَّ يُنَادِي فِي السَّمَاءِ فَيَقُولُ: إِنَّ اللهَ يُحِبُّ فُلاَنًا فَأَحِبُّوهُ فَيُحِبُّهُ أَهْلُ السَّمَاءِ قَالَ: ثُمَّ يُوضَعُ لَهُ الْقَبُولُ فِي الأَْرْضِ، وَإِذَا أَبْغَضَ عَبْدًا دَعَا جِبْرِيلَ فَيَقُولُ: إِنِّي أُبْغِضُ فُلاَنًا فَأَبْغِضْهُ قَالَ: فَيُبْغِضُهُ جِبْرِيلُ، ثُمَّ يُنَادِي فِي أَهْلِ السَّمَاءِ إِنَّ اللهَ يُبْغِضُ فُلاَنًا فَأَبْغِضُوهُ قَالَ: فَيُبْغِضُونَهُ ثُمَّ تُوضَعُ لَهُ الْبَغْضَاءُ فِي الأَْرْضِ» ([1]).

وقد كتب معاوية رضي الله عنه إلى أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها: أن اكتبي لي كتابًا توصيني فيه ولا تكثري عليَّ، فكتبت عائشة رضي الله عنها وقالت: «إلى


الشرح

([1])  أخرجه: مسلم رقم (2637).