رضاه ورضا خلقه ولو في العاقبة، ومن عصى الله
جمع له بين غضبه وغضب خلقه وخسر الدنيا والآخرة..
عن أبي سعيدٍ رضي
الله عنه مرفوعًا: «إِنَّ مِنْ ضَعْفِ الْيَقِينِ أَنْ تُرْضِي النَّاسَ
بِسُخْطِ اللَّهِ» ([1]) رواه أبو نعيمٍ في الحلية، والبيهقي بسندٍ
ضعيفٍ، ومعناه صحيحٌ.
ومن إرضاء الناس
بسخط الله أن يترك الإنسان ما أوجبه الله عليه من إنكار المنكر، وفي الحديث: «إِنَّ
اللهَ عز وجل يَقُولُ لِلْعَبْدِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ: مَا مَنَعَكَ إِذْ رَأَيْتَ
الْمُنْكَرَ أَلاَّ تُغَيِّرَهُ، فَيَقُولُ: خَشْيَةُ النَّاسِ، فَيَقُولُ:
إِيَّايَ كُنْتَ أَحَقَّ أَنْ تَخْشَى» ([2]).
عباد الله: إنَّ خوف الله
وخشيته لهما آثارٌ حميدةٌ في حياة المسلم فهما يحملان المسلم على المحافظة على
صلاة الجماعة في المساجد وعمارتها بالطاعة، قال تعالى: ﴿إِنَّمَا
يَعۡمُرُ مَسَٰجِدَ ٱللَّهِ مَنۡ ءَامَنَ بِٱللَّهِ وَٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِ
وَأَقَامَ ٱلصَّلَوٰةَ وَءَاتَى ٱلزَّكَوٰةَ وَلَمۡ يَخۡشَ إِلَّا ٱللَّهَۖ﴾ [التوبة: 18]، وهما
يحملان المسلم على طاعة الله وترك معاصيه في السر والعلانية، قال تعالى: ﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ يَخۡشَوۡنَ
رَبَّهُم بِٱلۡغَيۡبِ لَهُم مَّغۡفِرَةٞ وَأَجۡرٞ كَبِيرٞ﴾ [الملك: 12]، وهما
يحملان المسلم على قول كلمة الحق وتبليغ الحق والخير للناس، قال تعالى: ﴿ٱلَّذِينَ يُبَلِّغُونَ
رِسَٰلَٰتِ ٱللَّهِ وَيَخۡشَوۡنَهُۥ وَلَا يَخۡشَوۡنَ أَحَدًا إِلَّا ٱللَّهَۗ﴾ [الأحزاب: 39].
وهما يورثان الجنة والنجاة من النار، قال تعالى: ﴿هَٰذِهِۦ جَهَنَّمُ ٱلَّتِي يُكَذِّبُ بِهَا ٱلۡمُجۡرِمُونَ ٤٣ يَطُوفُونَ بَيۡنَهَا وَبَيۡنَ حَمِيمٍ ءَانٖ ٤ فَبِأَيِّ ءَالَآءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ٤٥
([1]) أخرجه: البيهقي في « الشعب » رقم (207)، وأبو نعيم في « الحلية » (5/106).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد