×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء الثالث

 رضاه ورضا خلقه ولو في العاقبة، ومن عصى الله جمع له بين غضبه وغضب خلقه وخسر الدنيا والآخرة..

عن أبي سعيدٍ رضي الله عنه مرفوعًا: «إِنَّ مِنْ ضَعْفِ الْيَقِينِ أَنْ تُرْضِي النَّاسَ بِسُخْطِ اللَّهِ» ([1])  رواه أبو نعيمٍ في الحلية، والبيهقي بسندٍ ضعيفٍ، ومعناه صحيحٌ.

ومن إرضاء الناس بسخط الله أن يترك الإنسان ما أوجبه الله عليه من إنكار المنكر، وفي الحديث: «إِنَّ اللهَ عز وجل يَقُولُ لِلْعَبْدِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ: مَا مَنَعَكَ إِذْ رَأَيْتَ الْمُنْكَرَ أَلاَّ تُغَيِّرَهُ، فَيَقُولُ: خَشْيَةُ النَّاسِ، فَيَقُولُ: إِيَّايَ كُنْتَ أَحَقَّ أَنْ تَخْشَى» ([2]).

عباد الله: إنَّ خوف الله وخشيته لهما آثارٌ حميدةٌ في حياة المسلم فهما يحملان المسلم على المحافظة على صلاة الجماعة في المساجد وعمارتها بالطاعة، قال تعالى: ﴿إِنَّمَا يَعۡمُرُ مَسَٰجِدَ ٱللَّهِ مَنۡ ءَامَنَ بِٱللَّهِ وَٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِ وَأَقَامَ ٱلصَّلَوٰةَ وَءَاتَى ٱلزَّكَوٰةَ وَلَمۡ يَخۡشَ إِلَّا ٱللَّهَۖ [التوبة: 18]، وهما يحملان المسلم على طاعة الله وترك معاصيه في السر والعلانية، قال تعالى: ﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ يَخۡشَوۡنَ رَبَّهُم بِٱلۡغَيۡبِ لَهُم مَّغۡفِرَةٞ وَأَجۡرٞ كَبِيرٞ [الملك: 12]، وهما يحملان المسلم على قول كلمة الحق وتبليغ الحق والخير للناس، قال تعالى: ﴿ٱلَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَٰلَٰتِ ٱللَّهِ وَيَخۡشَوۡنَهُۥ وَلَا يَخۡشَوۡنَ أَحَدًا إِلَّا ٱللَّهَۗ [الأحزاب: 39].

وهما يورثان الجنة والنجاة من النار، قال تعالى: ﴿هَٰذِهِۦ جَهَنَّمُ ٱلَّتِي يُكَذِّبُ بِهَا ٱلۡمُجۡرِمُونَ ٤٣ يَطُوفُونَ بَيۡنَهَا وَبَيۡنَ حَمِيمٍ ءَانٖ ٤ فَبِأَيِّ ءَالَآءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ٤٥


الشرح

([1])  أخرجه: البيهقي في « الشعب » رقم (207)، وأبو نعيم في « الحلية » (5/106).

([2])  أخرجه: ابن ماجه رقم (4008)، وأحمد رقم (11255).