×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء الثالث

للصلاة فيهما، أما بقية مساجد المدينة فهي كغيرها من المساجد في الأرض لا مزية لها على غيرها ولا تشرع زيارتها، فيجب على المسلمين أن ينتبهوا لذلك ولا يضيعوا أوقاتهم وأموالهم فيما يبعدهم عن الله وعن رحمته؛ لأن من فعل شيئًا من العبادات لم يشرعه الله ولا رسوله فهو مردودٌ عليه وآثمٌ فيه لقوله صلى الله عليه وسلم: «مَنْ عَمِلَ عَمَلاً لَيْسَ عَلَيْهِ أَمْرُنَا فَهُوَ رَدٌّ» ([1]) ولم يدل دليلٌ على زيارة المساجد السبعة ولا مسجد القبلتين ولا مسجد الغمامة لا من فعل الرسول صلى الله عليه وسلم ولا من أمره، وإنما هذا شيءٌ محدَثٌ مبتدعٌ....

نسأل الله أن يرينا الحق حقًّا ويرزقنا اتباعه ويرينا الباطل باطلاً ويرزقنا اجتنابه. وليس لدخول مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم ذكرٌ مخصوصٌ. وإنما يقول الزائر عند دخوله: بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله. أعوذ بالله العظيم وبوجهه الكريم من الشيطان الرجيم. اللهم افتح لي أبواب رحمتك. كما يقول ذلك عند دخول سائر المساجد، ثم يصلي ركعتين يدعو الله فيهما بما أحبَّ من خيري الدنيا والآخرة. وإن صلاهما في الروضة الشريفة فهو أفضلٌ. لقوله صلى الله عليه وسلم: «مَا بَيْنَ بَيْتِي وَمِنْبَرِي رَوْضَةٌ مِنْ رِيَاضِ الْجَنَّةِ» ([2]) ثم بعد الصلاة يزور قبر النبي صلى الله عليه وسلم وقبري صاحبيه: أبي بكر وعمر رضي الله عنهما. «فيقف تجاه قبر النبي صلى الله عليه وسلم بأدبٍ وخفض صوتٍ ثم يسلم عليه قائلاً: السلام عليك يا رسول الله ورحمة الله وبركاته. ثم يسلم على أبي بكرٍ وعمر رضي الله عنهما » ([3]) قائلاً: السلام عليك


الشرح

([1])  أخرجه: مسلم رقم (1718).

([2])  أخرجه: البخاري رقم (1137)، ومسلم رقم (1390).

([3])  سقط من طبعة دار المعارف.