ظَهَرَ
مِنۡهَا وَمَا بَطَنَۖ﴾ [الأنعام: 151] ﴿وَلَا
تَقۡرَبُواْ ٱلزِّنَىٰٓۖ﴾ [الإسراء: 32] ﴿وَلَا
تَقۡرَبُواْ مَالَ ٱلۡيَتِيمِ إِلَّا بِٱلَّتِي هِيَ أَحۡسَنُ﴾ [الإسراء: 34]].
وأما الحلال فقد نهى
الله عن تعدِّيه، فقال: ﴿تِلۡكَ حُدُودُ ٱللَّهِ
فَلَا تَعۡتَدُوهَاۚ وَمَن يَتَعَدَّ حُدُودَ ٱللَّهِ فَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلظَّٰلِمُونَ﴾ [البقرة: 229].
فقد حدَّد الله
للناس الحرام والحلال، ونهى عن القرب من الحرام وعن تعدَّي الحلال.
عباد الله: إنه لما قلَّ الخوف
من الله في هذا الزمان في قلوب كثيرٍ من الناس، وزال عنها الورع تجرأ كثيرٌ من
الناس على فعل المحرمات وترك الواجبات، فكثر الظلم والعدوان، والزور والبهتان،
وكثرت الخصومات الفاجرة والحيل الباطلة، وضاعت الأمانة وكثرت الخيانة، وأُكِلَ
الربا، وأُخِذَت الرشوة وكثر الغش والخديعة والكذب في المعاملات، وقُطِعَت
الأرحام، وأُكِلَت أموال الأيتام، وتباغضت القلوب، وتناكرت النفوس، وكثر في الناس
تضييع الصلوات، ومنع الزكاة، والتهاون بالجمع والجماعات، وفشى في الناس عقوق
الوالدين وقطيعة الأرحام، كل ذلك بسبب عدم التقيد بأحكام الحلال والحرام، والتورع
عن المتشابه وما يجرُّ إلى الآثام.
فاتقوا الله -عباد
الله- وتوبوا إلى الله جميعًا -أيها المؤمنون- لعلكم تفلحون: ﴿وَتَعَاوَنُواْ عَلَى ٱلۡبِرِّ
وَٱلتَّقۡوَىٰۖ وَلَا تَعَاوَنُواْ عَلَى ٱلۡإِثۡمِ وَٱلۡعُدۡوَٰنِۚ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَۖ
إِنَّ ٱللَّهَ شَدِيدُ ٱلۡعِقَابِ﴾ [المائدة: 2].
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم
******
الصفحة 5 / 453
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد