×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء الثالث

قال تعالى: ﴿فَإِن تَابُواْ وَأَقَامُواْ ٱلصَّلَوٰةَ وَءَاتَوُاْ ٱلزَّكَوٰةَ فَخَلُّواْ سَبِيلَهُمۡۚ [التوبة: 5]، وقال في الآية الأخرى: ﴿فَإِن تَابُواْ وَأَقَامُواْ ٱلصَّلَوٰةَ وَءَاتَوُاْ ٱلزَّكَوٰةَ فَإِخۡوَٰنُكُمۡ فِي ٱلدِّينِۗ وَنُفَصِّلُ ٱلۡأٓيَٰتِ لِقَوۡمٖ يَعۡلَمُونَ [التوبة: 11].

فدلت الآيتان الكريمتان على أن الذي لا يقيم الصلاة لا يُخلَّى سبيله بل يُقتَل وعلى أنه ليس من إخواننا في الدين لأنه كافرٌ.

وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «بَيْنَ الْعَبْدِ وَبَيْنَ الْكُفْرِ تَرْكُ الصَّلاَةِ» »([1]) وقد منع جماعةٌ بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم الزكاة وهم يقولون «لا إله إلا الله» فقاتلهم أبو بكرٍ الصديق والصحابة ولم يمنعهم من قتالِهم نطقهم بهذه الكلمة لأنهم اعتبروا الزكاة من حق لا إله إلا الله. لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «فَإِذَا قَالُوهَا عَصَمُوا مِنِّي دِمَاءَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ إِلاَّ بِحَقِّهَا» »([2]).

وقد قيل للحسن رحمه الله: إن ناسًا يقولون: من قال «لا إله إلا الله» دخل الجنة، فقال: من قال «لا إله إلا الله» فأدّى حقّها وفرضها دخل الجنة، وقال وهب بن مُنبِّه لمن سأله: أليس «لا إله إلا الله» مفتاح الجنة؟، قال: بلى. ولكن ما من مفتاحٍ إلا له أسنانٌ؛ فإن جئت بمفتاحٍ له أسنانٌ فتح لك، وإلا لم يفتح لك.

فاتقوا الله عباد الله وكونوا من أهل «لا إله إلا الله» حقًّا، جعلنا الله وإياكم من أهلها. أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: ﴿فَٱعۡلَمۡ أَنَّهُۥ لَآ إِلَٰهَ إِلَّا ٱللَّهُ وَٱسۡتَغۡفِرۡ لِذَنۢبِكَ وَلِلۡمُؤۡمِنِينَ وَٱلۡمُؤۡمِنَٰتِۗ وَٱللَّهُ يَعۡلَمُ مُتَقَلَّبَكُمۡ وَمَثۡوَىٰكُمۡ [محمد: 19].بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم.

******


الشرح

([1])  أخرجه: مسلم رقم (82).

([2])  أخرجه: البخاري رقم (385)، ومسلم رقم (21) واللفظ له.