×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء الثالث

حتى يملّوا وتنفر نفوسهم، ولا يقصرها تقصيرًا مخلاً فلا يستفيدون منها. فقد روى الإمام مسلمٌ عن عمَّارٍ مرفوعًا: «إِنَّ طُولَ صَلاَةِ الرَّجُلِ، وَقِصَرَ خُطْبَتِهِ، مَئِنَّةٌ مِنْ فِقْهِهِ. فَأَطِيلُوا الصَّلاَةَ وَاقْصُرُوا الْخُطْبَةَ» »([1]) ومعنى قوله: (مئنةٌ من فقهه) أي علامةٌ على فقهه.

ويُسنُّ أن يرفع صوته بها لأنه صلى الله عليه وسلم كان إذا خطب عَلا صوته واشتد غضبه؛ ولأن ذلك أوقع في النفوس وأبلغ في الوعظ، وأن يلقيها بعباراتٍ واضحةٍ قويةٍ مؤثرةٍ، وبعباراتٍ جزلة.

ويُسنُّ أن يدعو للمسلمين بما فيه صلاح دينهم ودنياهم، ويدعو لإمام المسلمين، وولاة أمورهم بالصلاح والتوفيق، وكان الدعاء لولاة الأمور في الخطبة معروفًا عند المسلمين وعليه عملهم.

قال الإمام أحمد: لو كان لنا دعوةٌ مستجابةٌ لدعونا بها للسلطان؛ ولأن في صلاحه صلاحًا المسلمين.

أقول: وقد تُركت هذه السنة حتى صار الناس يستغربون الدعاءَ لولاة الأمور ويسيئون الظن بمن يفعله.

ويُسنُّ إذا فرغ من الخطبتين أن تقام الصلاة مباشرةً وأن يشرع في الصلاة من غير فصلٍ طويلٍ.

·        صلاة الجمعة، وما يُقرَأ فيها:

وصلاة الجمعة ركعتان بالإجماع يُجهَر فيهما بالقراءة ويُسنُّ أن يقرأ في الركعة الأولى منهما بسورة الجمعة بعد الفاتحة ويُقرأ في الركعة الثانية بعد الفاتحة بسورة المنافقون؛ لأنه كان يقرأ بهما كما رواه مسلمٌ عن ابن عباسٍ »([2])، أو يقرأ في الأولى بـ ﴿سَبِّحِ ٱسۡمَ رَبِّكَ ٱلۡأَعۡلَى [الأعلى: 1]


الشرح

([1])  أخرجه: مسلم رقم (869).

([2])  أخرجه: مسلم رقم (879).