وفي الثانية بـ ﴿هَلۡ أَتَىٰكَ حَدِيثُ ٱلۡغَٰشِيَةِ﴾ [الغشية: 1] فقد صح
أنه صلى الله عليه وسلم كان يقرأ أحيانًا بالجمعة والمنافقون، وأحيانًا بسبِّح
والغاشية، ولا يقسم سورةً واحدةً من هذه السور بين الركعتين، ولا يقرأ من وسط
السورة أو آخرها لأن ذلك خلاف السنة.
والحكمة في الجهر
بالقراءة في صلاة الجمعة كون ذلك أبلغ في تحصيل المقصود وأنفع للمسلمين الحاضرين
للصلاة، ففي ذلك تبليغ كلام الله إليهم: والحكمة في قراءة سورة الجمعة والمنافقين؛
لأن سورة الجمعة قد تضمَّنت الأمر بصلاة الجمعة وإيجاب السعي إليها وترك العمل
العائق عنها، والأمر بالإكثار من ذكر الله ليحصل لهم الفلاح في الدارين، وأما سورة
المنافقون فلما فيها من التحذير للأمة من النفاق والتحذير من الاشتغال بالأموال
والأولاد عن صلاة الجمعة وعن ذكر الله، والحث على الإنفاق الذي به سعادتهم
وتذكيرهم بالموت للاستعداد له قبل نزوله. وأما سبح والغاشية فلما فيهما من التذكير
بأحوال الآخرة والوعد والوعيد، لكن مع الأسف كثيرٌ من أئمة الجوامع في هذا الزمان
يتكاسلون عن قراءة هذه السور، ويقصرون القراءة جدًّا وهذا خلاف السنة، وتفويت
للمصلحة العظيمة التي تحصل بقراءة هذه السور، فينبغي لهم أن يتقوا الله ويحرصوا
على الاقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم...
وفَّق الله الجميع لفعل الخير والعمل بالسنة واجتناب البدعة..
وصلى الله وسلم على نبينا محمدٍ وآله وصحبه
المؤلف
***
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد