×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء الرابع

السلاح والجنود لا تجدي لجأ بعضهم إلى حيلةٍ خبيثةٍ، وهي حيلة النفاق، كما قال تعالى: ﴿وَقَالَت طَّآئِفَةٞ مِّنۡ أَهۡلِ ٱلۡكِتَٰبِ ءَامِنُواْ بِٱلَّذِيٓ أُنزِلَ عَلَى ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَجۡهَ ٱلنَّهَارِ وَٱكۡفُرُوٓاْ ءَاخِرَهُۥ لَعَلَّهُمۡ يَرۡجِعُونَ [آل عمران: 72].

وذلك بأن يدخلوا في دينه ويكيدوا له في الباطن، ويقعوا بين أصحابه، فتكونت جماعة المنافقين من اليهود والمشركين، فكشف الله سرهم وهتك سترهم، وعُرفِت صفاتهم ودسائسهم فكان المسلمون منهم على حذرٍ، وما زال الكفار يكيدون للمسلمين ولا يزالوا كذلك.

وفي عصرنا هذا استحدثوا طرقًا جديدةً للمكر بنا وغزونا عن طريق الحضارة، وما تركوا بابًا من أبوابها إلا دخلوا فيه، دخلوا من طريق وسائل الإعلام، ودخلوا من طريق التعليم، ودخلوا من طريق الطب، ودخلوا من طريق السياسة والحكم، ودخلوا من طريق الاقتصاد، وهكذا وقفوا في كل طريقٍ ينفثون سمومهم وينفذون مخططاتهم للقضاء على الإسلام وأهله، ولكن والحمد لله لا يزال في المسلمين من يتنبه لدسائسهم، ويحذر من كيدهم، ولو رجعنا إلى كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم لوجدنا فيهما البيان الكافي لمكائد أعدائنا، ولوجدنا الدواء الشافي، والسلاح الكافي لصد عداوتهم.

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ إِن تُطِيعُواْ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ يَرُدُّوكُمۡ عَلَىٰٓ أَعۡقَٰبِكُمۡ فَتَنقَلِبُواْ خَٰسِرِينَ١٤٩ بَلِ ٱللَّهُ مَوۡلَىٰكُمۡۖ وَهُوَ خَيۡرُ ٱلنَّٰصِرِينَ ١٥٠ سَنُلۡقِي فِي قُلُوبِ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ ٱلرُّعۡبَ بِمَآ أَشۡرَكُواْ بِٱللَّهِ مَا لَمۡ يُنَزِّلۡ بِهِۦ سُلۡطَٰنٗاۖ وَمَأۡوَىٰهُمُ ٱلنَّارُۖ وَبِئۡسَ مَثۡوَى ٱلظَّٰلِمِينَ ١٥١} [آل عمران: 149- 151].

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم

*****


الشرح