الحمد لله الذي أرسل
رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون، وأشهد أن لا إله
إلا الله وحده لا شريك له يعلم ما كان وما يكون، وما تسرون وما تعلنون، وأشهد أن
محمدًا عبده ورسوله الصادق المأمون، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه الذين كانوا
يهدون بالحق وبه يعدلون، وسلم تسليمًا كثيرًا إلى يوم يبعثون.
· أما بعد:
أيها الناس: اتقوا الله تعالى
واشكروه إذ هداكم للإسلام وجعلكم إن تمسكتم به خير أمةٍ أخرجت للناس؛ فإن الإسلام
أكبر نعمةٍ أسداها الله للبشرية؛ قال تعالى: ﴿ٱلۡيَوۡمَ أَكۡمَلۡتُ لَكُمۡ دِينَكُمۡ وَأَتۡمَمۡتُ عَلَيۡكُمۡ
نِعۡمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ ٱلۡإِسۡلَٰمَ دِينٗاۚ﴾ [المائدة: 3]، وقال تعالى: ﴿وَٱذۡكُرُواْ نِعۡمَتَ ٱللَّهِ عَلَيۡكُمۡ إِذۡ كُنتُمۡ أَعۡدَآءٗ فَأَلَّفَ بَيۡنَ قُلُوبِكُمۡ فَأَصۡبَحۡتُم بِنِعۡمَتِهِۦٓ إِخۡوَٰنٗا} [آل عمران: 103]،
وقال تعالى: ﴿وَٱذۡكُرُوٓاْ
إِذۡ أَنتُمۡ قَلِيلٞ مُّسۡتَضۡعَفُونَ فِي ٱلۡأَرۡضِ تَخَافُونَ أَن
يَتَخَطَّفَكُمُ ٱلنَّاسُ فََٔاوَىٰكُمۡ وَأَيَّدَكُم بِنَصۡرِهِۦ وَرَزَقَكُم
مِّنَ ٱلطَّيِّبَٰتِ لَعَلَّكُمۡ تَشۡكُرُونَ﴾ [الأنفال: 26].
انظروا إلى الناس من حولكم تجدونهم ما بين ملاحدةٍ تنكروا للأديان وأنكروا الخالق وتجبروا على الخلق، وتسموا بأسماءٍ مختلفةٍ ما بين شيوعيةٍ وبعثيةٍ وقوميةٍ واشتراكيةٍ، وقد استدرجهم الله فأعطاهم من السلطة والقوة والاختراع والتكتل ما أرهبوا به العالم واغتروا به في أنفسهم، ثم إن الله سبحانه دمرهم بسهولة؛ فأضعف قوتهم وشتت شملهم ومزق وحدتهم، وسلط عليهم الفقر والفاقة حتى أصبحوا عبرةً للمعتبرين، وما أغنت عنهم قوتهم، ولا نفعتهم جموعهم وجنودهم،
الصفحة 1 / 505
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد