×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء الرابع

 في الدعاء وفوائده

الحمد لله رب العالمين، أمر ووعد بالإجابة، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، توعد المجرمين بالعقاب ووعد المتقين بالإثابة، وأِشهد أن محمدًا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه، وسلم تسليمًا كثيرًا..

·        أما بعد:

أيها الناس: اتقوا الله تعالى، واعلموا أن الدعاء أعظم أنواع العبادة، فعن النعمان بن بشير رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «الدُّعَاءُ هُوَ الْعِبَادَةُ» ثُمَّ قَرَأَ ﴿وَقَالَ رَبُّكُمُ ٱدۡعُونِيٓ أَسۡتَجِبۡ لَكُمۡۚ إِنَّ ٱلَّذِينَ يَسۡتَكۡبِرُونَ عَنۡ عِبَادَتِي سَيَدۡخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ [غافر: 60] ([1])، رواه أبو داود والترمذي، وقال: حديثٌ حسنٌ صحيحٌ، وصححه الحاكم

وقد أمر الله بدعائه في آياتٍ كثيرةٍ ووعد بالإجابة، وأثنى على أنبيائه ورسله فقال: ﴿إِنَّهُمۡ كَانُواْ يُسَٰرِعُونَ فِي ٱلۡخَيۡرَٰتِ وَيَدۡعُونَنَا رَغَبٗا وَرَهَبٗاۖ وَكَانُواْ لَنَا خَٰشِعِينَ [الأنبياء: 90].

وأخبر سبحانه أنه قريبٌ يجيب دعوة الداعي إذا دعاه، فقال سبحانه لنبيه صلى الله عليه وسلم: ﴿وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌۖ أُجِيبُ دَعۡوَةَ ٱلدَّاعِ إِذَا دَعَانِۖ  [البقرة: 186].

وأمر سبحانه بدعائه والتضرع إليه لا سيما عند الشدائد والكربات، وأخبر أنه لا يجيب المضطر ولا يكشف الضر إلا هو، فقال: ﴿أَمَّن يُجِيبُ ٱلۡمُضۡطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكۡشِفُ ٱلسُّوٓءَ [النمل: 62].


الشرح

([1])  أخرجه: أبو داود رقم (1479)، والترمذي رقم (2969)، وابن ماجه رقم (3828).