الحمد لله وحده،
أنجز وعده، وأعز جنده، وهزم الأحزاب وحده، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك
له شهادة من عرف ربه، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله خاتم النبيين، فلا نبي بعده،
صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا.
· أما بعد:
أيها الناس: اتقوا الله تعالى،
واعلموا أن الهجرة من أعظم مقامات الدين، بها يفارق المسلم الكافر في وطنه وفي
عقيدته وفي أخلاقه، وبها يحصل اعتزاز المسلم بدينه وفي شخصيته، وبها يحصل الولاء
للمؤمنين والبراءة من الكافرين، وقد كانت هجرة النبي صلى الله عليه وسلم حدثًا
عظيمًا فرَّق الله به بين أوليائه وأعدائه، وجعلها مبدأ لإعزاز دينه ونصر عبده
ورسوله وميزة تميز به المهاجرون من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم على غيرهم،
فكان المهاجرون أفضل الصحابة وأسبقهم ذكرًا في القرآن الكريم.
وقد جعل صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم الهجرة مبدأ لتاريخهم، فصاروا يؤرخون بها، وذلك أن عمر رضي الله عنه استشار أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في المبدأ الذي يؤرخون به خطاباتهم ومعاملاتهم، فأشاروا عليه أن يكون التأريخ بهجرة النبي صلى الله عليه وسلم، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: «عَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ مِنْ بَعْدِي» ([1]).
الصفحة 1 / 505
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد