في التحذير من البدع
الحمد لله الذي أكمل
لنا الدين، وأتم علينا النعمة، جعلنا إن تمسكنا به خير أمة..، وأشهد أن لا إله إلا
الله وحده لا شريك له شهادةً تفتح لمن قالها صادقًا باب الجنة، وأشهد أن محمدًا
عبده ورسوله، نبي جعل الله بعثته وإرساله للعالم رحمةً، صلى الله عليه وعلى آله
وأصحابه الذين كانوا في الخير قادةً وأئمةً، وسلم تسليمًا كثيرًا...
· أما بعد:
أيها الناس: اتقوا الله تعالى
وتمسكوا بدينكم الذي به نجاتكم وسعادتكم، واحذروا دسائس الأعداء الذين يريدون
القضاء على هذا الدين بشتى الوسائل والمحاولات، ومن شر الدسائس القضاء على الدين
باسم الدين، وذلكم بأن تحدث أمورٌ تُزَاد في الدين وهي ليست منه.
وقد حذرنا الله ورسوله من هذه الدسائس وهذه المحدثات، وأوضحا لنا صفات أصحابها لنكون منها على حذرٍ، قال تعالى: ﴿ٱتَّبِعُواْ مَآ أُنزِلَ إِلَيۡكُم مِّن رَّبِّكُمۡ وَلَا تَتَّبِعُواْ مِن دُونِهِۦٓ أَوۡلِيَآءَۗ﴾ [الأعراف: 3]، وقال: ﴿وَٱتَّبِعُوٓاْ أَحۡسَنَ مَآ أُنزِلَ إِلَيۡكُم مِّن رَّبِّكُم﴾ [الزمر: 55]، وقال: ﴿فَإِمَّا يَأۡتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدٗى فَمَن تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوۡفٌ عَلَيۡهِمۡ وَلَا هُمۡ يَحۡزَنُونَ} [البقرة: 38].
الصفحة 1 / 505
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد