الحمد لله رب
العالمين، رضي لنا دين الإسلام، فلا يقبل دينًا سواه، وأشهد أن لا إله إلا الله
وحده لا شريك له، ولا نعبد إلا إياه، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، أعلم الخلق
وأخشاهم وأتقاهم لله، صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه ومن والاه.
· أما بعد:
أيها الناس: اتقوا الله تعالى
واعلموا أنه لا يتحقق للإنسان التمسك بدين الإسلام حتى يتبرأ مما سواه من سائر
الأديان؛ لأنه لم يبق بعد بعثة محمدٍ صلى الله عليه وسلم دينٌ صحيحٌ إلا دين
الإسلام الذي جاء به، قال صلى الله عليه وسلم: «والله لو كان أخي موسى حَيًّا
مَا وَسِعَهُ إِلاَّ اتباعي» ([1]) وقال صلى الله عليه
وسلم: «مَا مِنْ أَحَدٍ يَسْمَعُ بِي مِنْ هَذِهِ الأُْمَّةِ، لاَ يَهُودِيٌّ
وَلاَ نَصْرَانِيٌّ، وَلاَ يُؤْمِنُ بِي إِلاَّ دَخَلَ النَّارَ» ([2])، وقال تعالى: ﴿قُلۡ يَٰٓأَيُّهَا
ٱلۡكَٰفِرُونَ ١ لَآ أَعۡبُدُ مَا
تَعۡبُدُونَ ٢ وَلَآ أَنتُمۡ عَٰبِدُونَ
مَآ أَعۡبُدُ ٣ وَلَآ أَنَا۠ عَابِدٞ مَّا
عَبَدتُّمۡ ٤ وَلَآ أَنتُمۡ
عَٰبِدُونَ مَآ أَعۡبُدُ ٥ لَكُمۡ دِينُكُمۡ
وَلِيَ دِينِ ٦} [الكافرون: 1- 6].
بعض الجهال يقول إن الإسلام جاء بحرية الأديان والتعايش بين أصحابها، وهذا خطأٌ واضحٌ، وجهلٌ فاضحٌ، فالإسلام لا يقر الأديان الباطلة، ولذلك شرع عند القدرة قتال أهلها لإزالتها؛ قال تعالى: ﴿وَقَٰتِلُوهُمۡ حَتَّىٰ لَا تَكُونَ فِتۡنَةٞ وَيَكُونَ ٱلدِّينُ كُلُّهُۥ لِلَّهِۚ} [الأنفال: 39].
الصفحة 1 / 505
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد