الحمد لله رب
العالمين، أمر عباده بالتزود للدار الآخرة بالأعمال الصالحة من فرائض ونوافل،
ونهاهم عن الغفلة والإعراض والانشغال بالدنيا عن الدين، وأشهد أن لا إله إلا الله
وحده لا شريك له، السعيد من أطاعه واتقاه، والشقي من خالف أمره وعصاه، وأشهد أن
محمدًا عبده ورسوله، نبي غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، ومع ذلك كان يقوم
من الليل حتى تفطرت قدماه، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه الذين اتبعوه واقتدوا
به في فعل الطاعات، وسلم تسليمًا كثيرًا.
·
أما بعد.
أيها الناس: اتقوا الله تعالى،
وحافظوا على أداء فرائض الله فإنها أحب الطاعات إلى الله، ثم تزودوا مع الفرائض من
النوافل والتطوعات، قال الله تعالى: ﴿إِنَّ ٱلصَّفَا وَٱلۡمَرۡوَةَ مِن شَعَآئِرِ ٱللَّهِۖ فَمَنۡ حَجَّ
ٱلۡبَيۡتَ أَوِ ٱعۡتَمَرَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيۡهِ أَن يَطَّوَّفَ بِهِمَاۚ وَمَن
تَطَوَّعَ خَيۡرٗا فَإِنَّ ٱللَّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ﴾ [البقرة: 158].
ومعني: ﴿تَطَوَّعَ خَيۡرٗا﴾ فعل غير المفترض
عليه من صلاة وصدقة وصوم وحج وغير ذلك من أنواع التطوعات، فالتطوع هنا الإتيان
بالطاعة غير الواجبة.
وقال تعالى: ﴿فَإِنَّ ٱللَّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ﴾ معناه: أنه سبحانه يشكر لعباده فعل الطاعات فيثيبهم على القليل بالكثير، ويعلم أعمالهم صغيرها وكبيرها ومقدار ما يستحقونه من الجزاء عليها، فلا يظلم مثقال ذرة، إن تك حسنة يضاعفها ويؤت من لدنه أجرًا عظيمًا.
الصفحة 1 / 505
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد