الخطبة الثانية:
الحمد لله معيذ من
استعاذ به ومجير من التجأ إلى جنابه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له
ولا حول ولا قوة إلا به، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله أرسله إلى الناس كافةً
بشيرًا ونذيرًا وأنزل عليه كتابه، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه، وسلم تسليمًا
كثيرًا..
· أما بعد:
أيها الناس: اتقوا الله تعالى
واعتصموا بحبله، وكونوا من حزبه: {فَإِنَّ
حِزۡبَ ٱللَّهِ هُمُ ٱلۡغَٰلِبُونَ﴾ [المائدة: 56].
عباد الله: هناك حزبان: حزب
الله تعالى، وحزب الشيطان.
فحزب الله: هم الذين آمنوا به
واتبعوا رسله وجاهدوا في سبيله...
وحزب الشيطان: هم الذين آمنوا
بالباطل وكفروا بالله، أولئك هم الخاسرون.، والله يدعو إلى دار السلام، ورسوله
يدعو إلى الإسلام، والشيطان يدعو حزبه ليكونوا من أصحاب السعير،﴿أُوْلَٰٓئِكَ يَدۡعُونَ
إِلَى ٱلنَّارِۖ وَٱللَّهُ يَدۡعُوٓاْ إِلَى ٱلۡجَنَّةِ وَٱلۡمَغۡفِرَةِ
بِإِذۡنِهِۦۖ وَيُبَيِّنُ ءَايَٰتِهِۦ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمۡ يَتَذَكَّرُونَ ﴾ [البقرة:221].
فمن استجاب لدعوة
الله فهو من حزبه، قال تعالى: {وَمَن
يُطِعِ ٱللَّهَ وَٱلرَّسُولَ فَأُوْلَٰٓئِكَ مَعَ ٱلَّذِينَ أَنۡعَمَ ٱللَّهُ
عَلَيۡهِم مِّنَ ٱلنَّبِيِّۧنَ وَٱلصِّدِّيقِينَ وَٱلشُّهَدَآءِ
وَٱلصَّٰلِحِينَۚ وَحَسُنَ أُوْلَٰٓئِكَ رَفِيقٗا﴾ [النساء: 69].
ومن استجاب لدعوة
الشيطان فأضاع الصلاة واتبع الشهوات واستمع إلى أصوات المعازف والقينات بدلاً من
الاستماع إلى السور
الصفحة 1 / 505
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد