×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء الرابع

 في بيان ضوابط العبادة الصحيحة

الحمد لله رب العالمين، أكمل لنا الدين وأتم علينا النعمة ورضي لنا الإسلام دينًا، وأمرنا بالتمسك به إلى الممات، ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِۦ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسۡلِمُونَ [آل عمران: 102].

وتلك وصية إبراهيم ويعقوب لبنيه: ﴿وَوَصَّىٰ بِهَآ إِبۡرَٰهِ‍ۧمُ بَنِيهِ وَيَعۡقُوبُ يَٰبَنِيَّ إِنَّ ٱللَّهَ ٱصۡطَفَىٰ لَكُمُ ٱلدِّينَ فَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسۡلِمُونَ  [البقرة: 132].

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له «ونحن له مسلمون»، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله الصادق المأمون، أنزل الله عليه: ﴿وَٱعۡبُدۡ رَبَّكَ حَتَّىٰ يَأۡتِيَكَ ٱلۡيَقِينُ [الحجر: 99].

اللهم صل على عبدك ورسولك نبينا محمدٍ وعلى آله وأصحابه أجمعين وسلم تسليمًا كثيرًا..

·        أما بعد:

أيها الناس: اتقوا الله تعالى وأطيعوه تغنموا وتسعدوا في الدنيا والآخرة، واعلموا أن الله خلق الجن والإنس لعبادته كما قال تعالى: ﴿وَمَا خَلَقۡتُ ٱلۡجِنَّ وَٱلۡإِنسَ إِلَّا لِيَعۡبُدُونِ [الذاريات: 56].

وفي ذلك شرفهم وعزهم وسعادتهم في الدنيا والآخرة، لأنهم بحاجةٍ إلى ربهم، ولا غنى لهم عنه طرفة عينٍ، وهو غنيٌّ عنهم وعن عبادتهم كما قال تعالى: ﴿إِن تَكۡفُرُواْ فَإِنَّ ٱللَّهَ غَنِيٌّ عَنكُمۡۖ [الزمر: 7]، وقال تعالى: ﴿وَقَالَ مُوسَىٰٓ إِن تَكۡفُرُوٓاْ أَنتُمۡ وَمَن فِي ٱلۡأَرۡضِ جَمِيعٗا فَإِنَّ ٱللَّهَ لَغَنِيٌّ حَمِيدٌ [إبراهيم: 8]. 


الشرح