الخطبة الثانية:
الحمد لله رب
العالمين، خلق الخلق ليعبدوه وأنعم عليهم ليشكروه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده
لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله أكمل الخلق عبادةً لله، صلى الله عليه
وعلى أصحابه، وكل من سار على نهجه وتمسك بهداه، وسلم تسليمًا كثيرًا..
· أما بعد:
أيها الناس: اتقوا الله تعالى
واحذروا مما يبطل العبادة أو يذهب ثوابها، فمن ذلك الشرك بالله عز وجل، ومنه
الرياء والسمعة، قال تعالى: ﴿وَلَوۡ أَشۡرَكُواْ لَحَبِطَ عَنۡهُم مَّا كَانُواْ يَعۡمَلُونَ﴾ [الأنعام: 88].
ومن ذلك البدع
والمحدثات، قال صلى الله عليه وسلم: «مَنْ عَمِلَ عَمَلاً لَيْسَ عَلَيْهِ
أَمْرُنَا فَهُوَ رَدٌّ» ([1]).
ومن ذلك ظلم الناس
والتعدي عليهم في دمائهم وأموالهم وأعراضهم، فقد جاء في الحديث: «إِنَّ
الْمُفْلِسَ مِنْ أُمَّتِي يَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِصَلاَةٍ وَصِيَامٍ
وَزَكَاةٍ، وَيَأْتِي قَدْ شَتَمَ هَذَا، وَقَذَفَ هَذَا، وَأَكَلَ مَالَ هَذَا،
وَسَفَكَ دَمَ هَذَا، وَضَرَبَ هَذَا فَيُعْطَى هَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ، وَهَذَا
مِنْ حَسَنَاتِهِ، فَإِنْ فَنِيَتْ حَسَنَاتُهُ قَبْلَ أَنْ يُقْضَى مَا عَلَيْهِ
أُخِذَ مِنْ خَطَايَاهُمْ فَطُرِحَتْ عَلَيْهِ، ثُمَّ طُرِحَ فِي النَّارِ» ([2]).
ومن ذلك بعض الكلمات الخبيثة التي ينطق بها الإنسان من غير تفكيرٍ في عواقبها كما جاء في الحديث: «إِنَّ الْعَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ، يَزِلُّ
الصفحة 1 / 505
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد