في البراءة من الكفار
الحمد لله رب
العالمين، أمر بموالاة المؤمنين وعداوة الكافرين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده
لا شريك له مخلصين له الدين، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله المبعوث رحمةً للعالمين،
وقد أمره الله بجهاد الكفار والمنافقين، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين،
وسلم تسليمًا كثيرًا إلى يوم الدين.
· أما بعد:
أيها الناس: اتقوا الله تعالى
وتذكروا أنه سبحانه وتعالى قد نهاكم عن موالاة عدوه وعدوكم فقال: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ
ءَامَنُواْ لَا تَتَّخِذُواْ عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمۡ أَوۡلِيَآءَ تُلۡقُونَ
إِلَيۡهِم بِٱلۡمَوَدَّةِ وَقَدۡ كَفَرُواْ بِمَا جَآءَكُم مِّنَ ٱلۡحَقِّ﴾ [الممتحنة: 1].
وأخبر سبحانه أن من
تولاهم فإنه منهم وأنه ليس من الله في شيء، وموالاتهم معناها محبتهم في القلوب، أو
استحسان ما هم عليه من الكفر أو مدحهم والثناء عليهم، أو مناصرتهم ومعاونتهم، أو
الفرح بانتصارهم على المسلمين، وما أشبه ذلك من كل ما فيه تعظيمهم واحترامهم.
وقد خفي هذا الأمر على كثيرٍ من المسلمين لقلة التحدث عنه وبيانه، أو للتساهل فيه، أو لضعف الإيمان، أو لكثرة اختلاط المسلمين بالكفار بسبب قدومهم إلى بلاد المسلمين، أو سفر بعض المسلمين إلى بلادهم، أو غير ذلك من الأسباب، وهذا أمرٌ خطيرٌ وشرٌ كبيرٌ، ينتج عنه فساد العقيدة، وعدم التمييز بين المؤمن والكافر والبر والفاجر، وانتشار الشر، وقلة الخير.
الصفحة 1 / 505
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد