×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء الرابع

الخطبة الثانية:

الحمد لله رب العالمين، أكمل لنا الدين، وأتم علينا النعمة، وأوضح لنا الأحكام، وأمرنا بتعلمها والتقيد بها، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن اتبع هديه وتمسك بسنته، وسلم تسليمًا كثيرًا.

·        أما بعد:

أيها الناس: اتقوا الله تعالى كما أمركم الله واعبدوه على نورٍ من هدي كتابه وسنة نبيه، واحذروا القول عليه بلا علمٍ والفتوى في دينه بغير بصيرةٍ؛ فإن ذلك أعظم المحرمات، وإذا أشكل عليكم شيءٌ من أمور دينكم فراجعوا فيه أهل العلم، كما أمركم الله بذلك في قوله: ﴿فَسۡ‍َٔلُوٓاْ أَهۡلَ ٱلذِّكۡرِ إِن كُنتُمۡ لَا تَعۡلَمُونَ [الأنبياء: 7].

فالفتوى في الدين لا تُؤخَذ عن كل أحدٍ، وإنما تُؤخَذ عن أهل الذكر، وأهل الذكر هم العلماء بكتاب الله وسنة رسوله، وإننا نرى في هذه الأزمنة تساهلاً في أمر الفتوى وقبولها من كل أحدٍ، فعندما يخطب خطيبٌ أو يتكلم متكلمٌ في مسألةٍ من المسائل الذين يبادر كثيرٌ من الناس إلى قبولها والعمل بها دون رجوع إلى أهل العلم، وهذا الأمر ينذر بخطورةٍ شديدةٍ، إن الكثير ممن يخطبون ويتكلمون ليسوا فقهاء، والفقهاء قليلٌ، وقد جاء في الحديث أنه في آخر الزمان يكثر القراء ويقل الفقهاء فعليكم عباد الله بالتثبت في أمور الأحكام الشرعية، فإن هذا من دينكم.

واعلموا أن خير الحديث كتاب الله... إلخ.

*****


الشرح