الخطبة الثانية:
الحمد لله على فضله
وإحسانه، يحب المحسنين، ويقبل توبة المسيئين، ويغفر للمذنبين، وأشهد أن لا إله إلا
الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله
وأصحابه أجمعين وسلم تسليمًا كثيرًا إلى يوم الدين..
· أما بعد:
أيها الناس: اتقوا الله تعالى،
وانظروا في أعمالكم وسددوا أقوالكم، فإنها تُحصى وتُكتب عليكم وتحاسبون بها
وتجازون عليها، قال تعالى: ﴿وَإِنَّ عَلَيۡكُمۡ لَحَٰفِظِينَ
١٠ كِرَامٗا كَٰتِبِينَ ١١ يَعۡلَمُونَ مَا تَفۡعَلُونَ ١٢﴾ [الانفطار: 10- 12].
وقال النبي صلى الله
عليه وسلم: «إِنَّ اللهَ كَتَبَ الْحَسَنَاتِ وَالسَّيِّئَاتِ، ثُمَّ بَيَّنَ
ذَلِكَ فَمَنْ هَمَّ بِحَسَنَةٍ فَلَمْ يَعْمَلْهَا كَتَبَهَا اللهُ عِنْدَهُ
حَسَنَةً كَامِلَةً، وَإِنْ هَمَّ بِهَا فَعَمِلَهَا كَتَبَهَا اللهُ عز وجل
عِنْدَهُ عَشْرَ حَسَنَاتٍ إِلَى سَبْعِمِائَةِ ضِعْفٍ إِلَى أَضْعَافٍ كَثِيرَةٍ،
وَإِنْ هَمَّ بِسَيِّئَةٍ فَلَمْ يَعْمَلْهَا كَتَبَهَا اللهُ عِنْدَهُ حَسَنَةً
كَامِلَةً، وَإِنْ هَمَّ بِهَا فَعَمِلَهَا كَتَبَهَا اللهُ سَيِّئَةً وَاحِدَةً»
([1])، رواه البخاري
ومسلمٌ.
وقد دلَّ هذا الحديث على أن عمل العبد يُكْتَبُ كله خيره وشره، ويستوي في ذلك ما عزم عليه في قلبه ولم يعمله، وما عزم عليه وعمله، لكن ما عزم عليه من الخير ولم يتمكن من عمله يكتب له حسنة، وما عزم عليه وعمله يكتب الحسنة بعشر حسناتٍ إلى سبع مائة ضعفٍ إلى أضعافٍ كثيرةٍ لا يعلمها إلا الله..، وما همَّ به من السيئات وتركه
الصفحة 1 / 505
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد