×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء الرابع

 الخطبة الثانية:

الحمد لله الذي أنعم علينا بنعمه الباطنة والظاهرة، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، شهادة أدخرها للدار الآخرة، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله المؤيد بالمعجزات الباهرة، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليمًا كثيرًا.

·        أما بعد:

أيها الناس: اتقوا الله تعالى، واعلموا أن خير الحديث كتاب الله تعالى وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، واعلموا أنه لا يجوز صوم يوم الشك، وهو يوم الثلاثين من شعبان إذا لم ير هلال رمضان بسبب الغيم أو القتر، لأن النبي صلى الله عليه وسلم أمر باعتبار هذا اليوم من شعبان، حيث قال: «فَإِنْ غُمَّ عَلَيْكُمْ فَأَكْمِلُوا عِدَّةَ شَعْبَانَ ثَلاَثِينَ» ([1])، رواه البخاري، ويجوز صوم هذا اليوم تطوعًا، إذا كان عادته صيام يوم الاثنين والخميس، وصادف يوم الشك أحد هذين اليومين، فإنه يصومه تطوعًا على عادته، وكذا من عليه قضاء من رمضان سابق، فإنه يصوم هذا اليوم عن ذلك القضاء. لأن الممنوع صيامه على أنه من رمضان الجديد من باب الاحتياط أو اعتمادًا على قول أهل الحساب أنه من رمضان، لأن ذلك بدعة، وكل بدعةٍ ضلالة، ﴿إِنَّ ٱللَّهَ وَمَلَٰٓئِكَتَهُۥ يُصَلُّونَ عَلَى ٱلنَّبِيِّۚ يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ صَلُّواْ عَلَيۡهِ وَسَلِّمُواْ تَسۡلِيمًا [الأحزاب: 56].

اللهم صل وسلم على نبينا محمدٍ... الخ.

*****


الشرح

([1])  أخرجه: النسائي رقم (2188)، والدارمي رقم (1682).