الحمد لله الذي جعل
فيما تجري به الأقدار عبرةُ لأولي الأبصار، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك
له الواحد القهار، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله المصطفى المختار، صلى الله عليه
وعلى آله وأصحابه البررة الأطهار، وسلم تسليمًا كثيرًا ما تعاقب الليل والنهار..
· أما بعد:
أيها الناس: اتقوا الله تعالى،
واحذروا عقابه، فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول عند المطر: «اللَّهُمَّ،
سُقْيَا رَحْمَةٍ، وَلاَ سُقْيَا عَذَابٍ، وَلاَ بَلاَءٍ، وَلاَ هَدْمٍ، وَلاَ
غَرَقٍ» ([1])، ويقول إذا كثر
المطر وخيف منه الضرر: «اللَّهُمَّ حَوَالَيْنَا وَلاَ عَلَيْنَا، اللَّهُمَّ
عَلَى الآْكَامِ وَالْجِبَالِ وَالآْجَامِ وَالظِّرَابِ وَالأَْوْدِيَةِ
وَمَنَابِتِ الشَّجَرِ» ([2]).
وفي حديث عائشة رضي
الله عنها قالت: إِذَا تَخَيَّلَتْ السَّمَاءُ تَغَيَّرَ لَوْنُهُ صلى الله عليه
وسلم، وَخَرَجَ وَدَخَلَ وَأَقْبَلَ وَأَدْبَرَ فَإِذَا مَطَرَتْ سُرِّيَ عَنْهُ
فَعَرَفَتْ ذَلِكَ عَائِشَةُ: فَسَأَلْتُهُ فَقَالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«لَعَلَّهُ يَا عَائِشَةُ كَمَا قَالَ قَوْمُ عَادٍ ﴿فَلَمَّا رَأَوۡهُ عَارِضٗا مُّسۡتَقۡبِلَ أَوۡدِيَتِهِمۡ قَالُواْ
هَٰذَا عَارِضٞ مُّمۡطِرُنَاۚ﴾ [الأحقاف: 24] » ([3]).
وهذه النصوص تدل على أن المطر قد يجعله الله عذابًا يهلك به من يشاء ويدمر به من يشاء به من المدن والمزارع، وقد يجعله الله رحمةً يحيي به الأرض بعد موتها، وهذا دليلٌ على قدرة الله الذي
الصفحة 1 / 505
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد